من بين القصص الاكثر سردا في القرآن الكريم قصة موسى عليه السلام و بني إسرائيل. في كل مرة، تختلف طريقة السرد و نقل الكلام، و هنا إعجاز لغوي لا يمكن أن يأتي بمثله بشرأو غيره. و الله سبحانه تعالى يعلم الغيب و ما تخفي النفوس، و هو أدرى سبحانه و تعالى بما تخرج من أفواه الناس من كلمات، لانه عز وجل يعلم أصل هذه الكلمات: الفكرة التي في العقل، و الاحساس الذي في الصدر. و ليس الله بظلام للعبيد. فما ينقله سبحانه عن فرعون، أو المنافقين، أو غيرهم، إنما هو نقل ما في عقولهم و صدورهم، و الله أعلم.

بارك الله فيكم على الإيضاح. فإن إختلاف طريقة السرد ونقل الكلام لفتة رائعة تؤكد على ماقاله الأخ أبوعمرو البيراوي أن الله يتكلم بمراد المتكلم لا بلفظ المتكلم.

ـ[أمل السويلم]ــــــــ[16 Sep 2008, 07:19 م]ـ

الأخوة الكرام تكلموا بأسلوب علمى بديع بارك الله فيهم

وأحب ان اشارك بشىء من التفصيل وهو لايرقى الى مستوى طرح اخوانى لكن ربما يكون نافعا لمن هم مثلى من صغار طلبة العلم

مثال ولله المثل الأعلى

لو ان اديبا من ارباب الفصاحة والبلاغة شاهد او سمع مشادة وشجارا بين اثنين من السوقة تبادلا فى الشجار اقبح عبارات السباب واللعان واراد ان يسطر هذا الاديب ماسمعه فى مقالة له طبعا لن يستعمل هذه الالفاظ السوقية الفاحشة بل سينقل المشاجرة وماقيل فيها بأسلوبه الرصين وبالتالى اعجاب القراء لن يكون بالسوقة والرعاع انما بهذا الاديب الذى حول السب واللعان وطعن الاعراض واتهام الامهات ونحوه مما قاله السوقة حوله الى مقالة بديعة تنفر من الخلق السىء والقول البذىء

مثال آخر

لو ان اجنبيا اشار لعربى انه شديد الظمأ او الجوع وسمعه رجل من العوام سيقول بالعاميه

الراجل ده عطشان وشكله جعان (جوعان بلهجتنا المصريه)

اما لو نقل لغوى اديب فصيح اشارة الرجل ورطانته الى العربية فسوف يسحر السامع بروعة وجمال العبارة

وايضا لن ينسب احد من العقلاء روعة العبارة للاجنبى انما هى للفصيح البليغ

وكذلك فالقرآن الكريم ملىء بعبارات وحوارات جرت من شخصيات كثيرة بلغتهم وحين قصها علينا مولانا سبحانه قصها بهذا الاعجاز البديع بل ان القرآن نقل اقوالا لغير البشر كالنملة والهدهد والجن والشيطان

كل تكلم بالطريقة التى اودعها الله فيه ليتعامل مع بنى جنسه وقصها مولانا علينا فى كتاب عربى مبين

هذا جهد المقل وان اخطأت فقومونى والله تعالى اعلم

جهد مبارك. نفع الله بك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015