ووجاهته. والله أعلم

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[09 Jun 2010, 10:32 ص]ـ

لا أدري إن كان ردي حول موضوع التحزيب سوف يؤبه له ويؤخذ به بين زحام أهل الرأي من العلماء الأجلاء ولكني لن آلو من قول يحيك به صدري ما دام في الموضوع سعة من رأي وأخذ ورد وليس في شبهة توقيفية أو نص قطعي الدلالة والثبوت.

* وأول نقطة سوف أوأكد عليها أن التحزيب الذي عمل به الحجاج وأمر به كان أولاً باستئناسٍ من رأي الخليفة عبد الملك بن مروان. فالحجاج لم ينفرد بالقرار وحده وهذا يعطي دلالة على أنه ليس من فعله بل من فعل من له الأمر والطاعة. والأهم من ذلك كله أيضاً أن ذلك الحدث كان في حياة بعض كبار الصحابة:انس بن مالك وعبد الله بن الزبير وعقيل بن ابي طالب وغيرهم. بالإضافة الى ثلة من التابعين العلماء الأجلاء الذين كانوا على خلاف كبير مع نظام الحكم الأموي ومع الحجاج بشكل خاص. ومع ذلك فلم نسمع أن أحداً منهم اعترض على ذلك التحزيب أو أمر بخلافه وهم أدرى وأعلم بسنّة النبي عليه الصلاة والسلام وأعلم أيضاً وهم قريبوا عهد بمحمد وصحابته إن كان لديهم تحزيب خاص معتمد. فيكون ذلك إقراراً منهم على فعله. وكما هو معلوم فأن فعل الصحابة حجة. وإقرارهم على شيء صار في حياتهم يدل على صحته ووجاهته. والله أعلم.

*ونقطة اخرى أظنها مهمة والتي أبدأها بتسائل:

ما هي الحكمة التي جعلت العلماء يقومون بتحزيب القرآن؟ وهل الواجب أن يكون على نوع واحد وهيئة واحدة لا يجوز أن يتعداها؟

*سؤال وجيه يفُترض أن يُبحث له عن جواب قبل الشروع في أي اقتراح؟

أظن أن هدف التحزيب هو تقسيم القرآن لهدف أو غاية ما تختلف باختلاف الغاية التي يبحث عنها طالب العلم.

وهذا الهدف أو الغاية هي التي تحدد ما نوع التحزيب المناسب الذي يجب ان يُعتمد لهذه الغاية أو تلك.

فطالب العلم الذي غايته التفسير مثلاً فإن التحزيب الذي يقطع السور والمعاني والبدايات ورؤوس المواضيع لا يخدمه بالتأكيد وينبغي له أن يبحث عن نوع آخر يلبي له حاجته.

*وإن قاريء القرآن الذي يرغب بأن يختمه كل شهر مرة بحيث يقرأ كل يوم جزء معين لا يتعاداه فإن استخدامه للتحزيب الذي يقسم الآيات بالتساوي هو الذي يفي بغرضه ويخدم مصلحته.

النقطة المهمة التي أريد أن أمررها للأخوة الأجلاء الذين طرقوا هذا الموضوع بنوع من الإهتمام والحماس هي أنه لا يمكن اعتماد تحزيب معين يصلح لجميع الغايات والاحتياجات التي يريدها طالب العلم. ولذلك فإنه بدعوتنا لتحزيب عصري للقرآن الكريم فإننا نحاول أن نجبر الباحثين ونحصرهم على نوع واحد من التحزيب لا يلبي جميع طموحاتهم ولا كل رغباتهم.فنقع بلا قصد بمطب آخر غير الذي نعاني منه الآن. هذا إن كان هناك أصلاً مشكلة أو معوّق.

*ونقطة أخيرة ولكنها مهمة أيضاً: القرآن موجود بين أيدينا كامل غير منقوص فمن أراد من طلاب العلم أن يفسر القرآن تفسيراً موضوعياً فإن أياً من أنواع التحزيبات لن تنفعه لأنه ينظر الى السورة ويعاملها كوحدة واحدة بل إن الترتيب التوقيفي للقرآن فيه من المعاني مالا يستغني عنها طالب علم أو مفسر.وبالتالي فإن أي فصل يحدث في تحزيب جديد سوف يلاقي ما سيلاقيه أي تحزيب آخر حتى ولو كان ذلك التحزيب فصلاً لبعض السور. لأن بعض السور مرتبط بالمعنى مع الي يليها بالترتيب كما هو الحال في سروتي الأنفال والتوبة فإن بعض العلماء اعتبروها سورة واحدة وعاملوها في تفسيراتهم معاملة السورة الواحدة.

هذه نقاط خمسة مهمة أرجو أن يكون الرد على أساسها ولا يُغفل عن أيٍ منها.حتى نصل الى مبتغانا الأول وهو دوماً الوصول الى الحق الأبلج الذي لا سواد فيه ولا عكارة. وبارك الله بكم جميعاً

ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[09 Jun 2010, 02:22 م]ـ

السلام عليكم

مناقشة ماتعة نشكر فيها مشايخنا وإخواننا الكرام إلا أنني أري شيئا عجيبا من إخواننا علماء التفسير " خاصة".

منذ أيام كان موضوع وضع علامات الترقيم في القرآن، وفي أحد الأجوبة قال الشيخ عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ: وقد نتفق في أكثر مواضع علامات الترقيم كعلامات الاستفهام ومقول القول والتعجب ونحوها، ولكن سيكون هناك خلاف في مواضع يصعب رفعها)) وهذا الذي يصعب رفعها كفيلة بإنهاء المسألة لأن الأمر واضح: إما وضع العلامات في الجميع، وإما حذفها بالكلية أليس كذلك؟

ومن قبل حدثني أحد إخواني بأن رؤوس الآي اجتهادي وليس توقيفي وأخذ يسرد لي بعض الأدلة.

قلت له: يا أخي دعك من هذه، وأريد أن أسألك سؤالا:

وماذا نفعل في رؤوس الآي التي يترتب عليها حكم الإمالة والتقليل عند من روي ذلك الحكم من القراء؟

وكيف يبنون حكما ـ ويدّعون أنهم تلقوه هكذا ـ علي شئ اجتهادي؟؟

ولو كنتَ ممن يأخذون بقول من يقول: إنه اجتهاد، فالسكوت أولي لأنك ستجد غدا من يقول: ما نقل عن أئمة القراءة من الوقف علي رؤوس الآي في بعض السور بالإمالة غير صحيح لأن رؤوس الآي محل اجتهاد.

والآن وجدت مسألة أخري وهي مسألة تحزيب القرآن والكلام المنقول للدكتور عبدالعزيز بن علي الحربي لا يتعدي كونه اجتهادا منه وفقط، وعمل الناس بخلاف ذلك.

وما قاله د / الجكني وعذب الشجن كاف واف في بابه لأن المسائل تبتدئ كفكرة، وكبحث علمي مجرد، ثم ما يلبث وأن يطالب قائلوه بتطبيقه عمليا .. وهلم جره

نسأل الله الهداية والعافية.

والسلام عليكم

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015