ثم إن هذه التجزئات المحدثة تتضمن دائماً الوقوف على بعض الكلام المتصل بما بعده، حتى يتضمن الوقف على المعطوف دون المعطوف عليه، فيبتدئ القارئ في اليوم الثاني بمعطوف كقوله: (والمحصنات) في النساء. وأمثال ذلك كثير، ويتضمن الوقف على بعض القصة دون بعض، وعلى بعض المعنى دون بعض، كقوله (قال الملأ .. ) في الأعراف، بل يتضمن الوقف على كلام السائل ويبتدئ في اليوم الثاني بكلام المجيب كقوله (قال ألم أقل لك .. ) في الكهف.

وأكثر من ذلك أني رأيت الآية الواحدة وضع في نصفها رأس الثمن كما هو في مصحف الجزائر والمغرب وتونس وليبيا في قوله تعالى: (بالإثم والعدوان) في الآية 84 البقرة.

ويحضرني في هذا قول الإمام مالك: (قد جمعه الله وهؤلاء يفرقونه).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وإذا كان كذلك فمعلوم أن هذا التحزيب والتجزئة فيه مخالفة السنة).

وهذه التجزئة المحدثة لا سبيل فيها إلى التسوية بين حروف الأجزاء؛ وذلك لأن الحروف في النطق تخالف الحروف في الخط، في الزيادة والنقصان، يزيد كل منهما على الآخر من وجه دون وجه، وتختلف الحروف من وجه دون وجه، فإن ألفات الوصل ثابتة في الخط، وهي في اللفظ تثبت في القطع، وتحذف في الوصل فالعادُّ ينتقض عليه بالوصل والقطع، وأن الحرف المشدد حرفان في اللفظ.

ثم إن حصر وقوع ليلة القدر في السابع والعشرين غير صحيح، ومخالف للسنة، فقد ثبت في الصحيح عن عبادة بن الصامت وعائشة وغيرهما كما أخرجه البخاري قال: (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) بل جاءت الرواية صريحة عن عبادة بن الصامت قال: (فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة).

وحينئذٍ فالأولى أن تستمر صلاة التراويح والتهجد إلى آخر ليلة منه.

وإن كثيراً من العلماء أنكر هذه التجزئات ....

ولقد صليتُ أكثر من عشر سنين في المسجد النبوي وما رأيت وما سمعتُ أن أئمة الحرم يُلقونَ لها بالاً، ولم يلتزموا بهذه التجزئة المحدثة، ولقد كانت وقوفاتهم في مواضع يحسن القطع عليها والابتداء بما بعدها.

ثم إني قرأتُ القرآنَ على هذه الأجزاء والأحزاب وحصل لي بسببها مشقة عظيمة، وتكلف وجهد لحفظ القرآن، فرعاية نهاية المعاني وتمام القصة يسهل الحفظ ويثبته ويستقر في الذهن والله المستعان). أ. هـ.

ـ[محب القران]ــــــــ[04 Oct 2008, 07:10 ص]ـ

كنت سأكتب شيئأ ولكن احسست ان فيه شئ من الانتصار للنفس رغم انني اعتقد انه حق وصواب لكن سأتركه حبا لله ولكتابه ولرسوله ولكم

وعودة للمسأله التي أثيرت فقد اعجبني ما نقله الدكتور عبدالرحمن من تعليق للدكتور احمد شرشال وهو ما دفعه هو ايضا لكتابة هذا الاقتراح وهو نفسه ما كان يدور في خلدي منذ زمن بعيد وخاصة إذا وصلت في قراءة القران لنهاية احد الاحزاب ورأيت ان التوقف لا يحسن ابدا لتعلق السياق بما سبق إما من حيث الحكم او من حيث القصه أو من حيث المعنى العام والفكره

وهذا ما جعلني لا اتقيد في صلاة التراويح بالناس بهذه الاحزاب عند الوقف

ـ[عذب الشجن]ــــــــ[04 Oct 2008, 08:14 ص]ـ

جزى الله جميع الزملاء المعقبين خيراً على ما تفضلوا به من إفادات واعتراضات علمية، والغاية من طرح الفكرة مرة أخرى هي الاستفادة من آراء طلبة العلم في هذا الملتقى وهم كثير، وأستغفر الله إن كنت قد أخطأتُ بعرضي لها بين غير أهلها.

وفيما ذكره الدكتور مساعد والدكتور أحمد شكري والشيخ عصام العويد مقنع. وما تفضل به الزملاء الدكتور السالم الجكني والزميل عذب الشجن فأشكرهما عليه وأقدر وجهة نظرهما كثيراً وفقهما الله، ونحن لسنا بصدد طباعة مصحف بهذا الخصوص والأمر دون ذلك، وإنما هي مسألة علميَّة فحسب.

وإضافةً إلى ما تفضل به أخي الكريم الشيخ عقيل الشمري من الإشارة إلى بحث صديقي الدكتور العباس الحازمي المنشور في مجلة الجمعية العلمية للقرآن وعلومه في عددها الثاني. وقد قرأته من قبل غير أني نسيت هل تعرض لهذه النقطة باستيفاء أم لا.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015