ـ[عذب الشجن]ــــــــ[16 Sep 2008, 04:45 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله:

أيها الأحبة،، لعلكم أن تأذنوا لي بهذه المداخلة سلمكم الله.

مسألة تحزيب القرآن هل هي باعتبار السور أو الأحرف؟ مسألة مهمة ولها أثرها، ويكفي أن كثيرا من أئمة أهل الحديث وكذا من صنف في علوم القرآن بوبوا على هذه مسألة التحزيب.

ومن تأمل في كلام أهل العلم لعله يلحظ أن الخلاف فيها أقرب إلى خلاف التنوع منه إلى خلاف التضاد، فالعمل بالقولين ممكن دون تعارض، وهذا هو ظاهر صنيع أهل العلم خصوصا من تعرض منهم للخلاف فيها، فهم يذكرون تحزيب الصحابة باعتبار السور، ولم يزعم أحد منهم أنه منسوخ بتحزيب الحجاج، وكذلك يذكرون تحزيب الحجاج ولم أجد من زعم أنه بدعة وضلالة وفيه محادة لتحزيب الصحابة.

والعجب من أحبتي الذين كرهوا إحياء تحزيب الصحابة والسلف رضوان الله عليهم أجمعين في هذا الزمن صيانة للقرآن من الإحداث، فلو كان ذلك كذلك لكان أولى الناس بالإنكار عليه هو الحجاج ومن وافقه من القراء، فقد أحدثوا تحزيباً خلاف تحزيب الصحابة، وقد سبق أنه لم يًنكر عليه منكِر، ولو أنكر أحد هذا التحزيب لكان قوله هو المنكَر، كيف وتحزيبه هو المثبت في المصاحف التي بين أيدي المسلمين لأكثر من اثني عشر قرنا إلى يومنا هذا، فإذ لا إنكار على من خالف تحزيب الصحابة، فمن باب أولى أنه لا إنكار على من دعا لإحيائه!.

ثم لو كان هذا الإيراد بهذه القوة والظهور لأورده من تقدم من أهل العلم ممن تعرض لهذه المسألة من أي الفريقين، وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية ألف رسالة كاملة في "تحزيب القرآن" لم يورد هذا الإشكال ولا حتى مجرد ذكر عارض.

وسر ذلك – والعلم عند الله – أن مسألة التحزيب أشبه ما تكون بمسائل الوقف والوصل وعدد الآي ونحو ذلك، ولا علاقة لها بمسألة حفظ القرآن وصيانته، كما يظنه بعض الفضلاء.

وهذا إمام عصره وفريد دهره وأعلم الناس بالخلاف شيخ الإسلام ابن تيمية بسط الكلام في المسألة فاختار بعد خمسة قرون مضت على تحزيب الحجاج أن التحزيب بالسور أولى وأنفع، ولم يحفل بسكوت تلك القرون التي ساد فيها تحزيب الأحرف لأنه بكل وضوح لم يخطئها، وإنما دعا لإحياء سنة غُفل عنها.

وإذا أصر مراغم على إحقاق قول وإبطال الآخر؛ فلا شك أن التحزيب بحسب السور أنفع للتالي المتدبر وأعون للمفسر المتبصر، وفيه ضم السور المتشابهة لبعضها كالطواسين الثلاث، وذوات (الم) الأربع من العنكبوت إلى السجدة وغيرها، ومع هذا ليس هو بالبعيد عن التحزيب بالأحرف، الذي لا فائدة منه إلا التقارب في عدد الأحرف، فالفرق بين الاعتبارين كالفرق بين الروح والجسد.

على أني أؤكد أن من يطرح إحياء تحزيب الأصحاب لا ينادي بإلغاء تحزيب الحجاج، بل يبقى كما هو، وإنما المرجو - بعد تحرير هذا التحزيب - أمران:

1) إضافة هذا التحزيب على هامش المصحف بعلامة مناسبة تدل عليها، وهذا ليس بالأمر العسير لو قامت عليه لجنة مختصة حاله كحال بقية العلامات التي يجتهد فيه جملة من أهل الاختصاص، ويدرك فائدة ذلك من جرب، خصوصا من كان له عناية بعلم المقاصد.

2) إن لم يكن ذاك؛ فلا أقل من إشاعة ذلك بين طلاب العلم المعتنين بالقرآن والتالين لآياته الطامعين في تدبر معانيه.

وهذا هو تحزيب شيخ الإسلام ابن تيمية اقتصر على النصف الأخير منه بحسب طلب ولي أمرنا (: في هذا الملتقى المبارك د. عبدالرحمن الشهري، لسرعة الحاجة إليه، ثم أعود لنصفه الأول في أقرب فرصة بإذن الله.

1) الكهف ومريم.

2) طه والأنبياء.

3) الحج والمؤمنون.

4) النور والفرقان.

5) ذات طس الشعراء والنمل والقصص.

6) ذات الم العنكبوت والروم ولقمان والسجدة.

7) الأحزاب وسبأ وفاطر.

8) يس و الصافات و ص.

9) الزمر وغافر.

10) الخمس البواقي من آل حم.

11) القتال و الفتح و الحجرات و ق و الذاريات.

12) الطور – الحديد.

13) جزء قد سمع.

14) جزء تبارك.

15) جزء عمّ.

قال: وهذا تحزيب مناسب مشابه لتحزيب الصحابة رضى الله عنهم وهو مقارب لتحزيب الحروف. ا هـ مجموع الفتاوى (ج 13 / ص 416)، علما أن النص فيه بعض الأخطاء المطبعية أصلحتها بحسب ما ظهر لي، والعلم عند الله.

ولي مناقشة يسيرة لتحزيب هذا الإمام، لكني ادع النقش إلى أن يُثبت الإخوة العرش، واعتذر جدا عن الإطالة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

=========================================

هذه بعض التساؤلات تحتاج إجابة وافية، حتى لاتتولد التفريعات ولما يتحرر أصل المسألة بعد:

1 - هل تحزيب القرآن إلى 30 جزأ باعتبار السور يوافق ويطابق تحزيب الصحابة؟

2 - ماهو الأثر والأهمية_ كما صدرتم به في مقالكم _ لعمل مثل هذا التحزيب المحدث و قطعا سيفوتنا الاقتداء والاحتذاء لما كان عليه الصحابة الكرم؟

3 - من قال إن تحزيب الصحابة قد مات وهجر، وهو معلوم مشهور عند المسلمين؟

4 - من لم ير إحداث مثل هذا التحزيب سيما وقد تطاولت عليه القرون ولم يغير، أيحق لنا أن نصفه بكراهية إحياء تحزيب الصحابة؟ (سبحانك ربي ................... )

5_ أليس إحياء تحزيب السلف_ على دعوى أنه ليس بحي ولا مستفيض _ له أكثر من طريقة، وليس فقط أن نعمد إلى المصاحف ونطالها بالتغيير المباشر حتى ندعي إحياء تحزيب السلف الذي لم يمت؟

وبعد: فلعل الفرق واضح بين بحث المسألة هذه من جهة الأنفع والأجدى، وأن كمال التأسي بما عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأفضل، وبين العمل والإقدام على التغيير والتشويش على الحفاظ ومن اعتاد هذا التحزيب في حفظه وورده.

هذا باختصار ولي عودة بإذن الله تعالى.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015