وأما البقرة فقد يقال: يجعلها حزبًا وإن كانت بقدر حزبين وثلث، لكن الأشبه أنه يقسمها حزبين للحاجة؛ لأن التحزيب لابد أن يكون متقاربًا، بحيث يكون الحزب مثل الأجزاء ومثله مرة ودون النصف، وأما إذا كان مرتين وشيئًا فهذا تضعيف وزيادة.
وعلى هذا فإن الأعراف سبعة أجزاء، والأنفال جزء، وبراءة جزء، فإن هذا أولى من جعلها جزءًا؛ لأن ذلك يفضي إلى أن يكون نحو الثلث في ثمانية، والذي رجحناه يقتضى أن يكون نحو الثلث في تسعة، وهذا أقرب إلى العدل، وتحزيب الصحابة أوجب أن يكون الحزب الأول أكثر، ويكون إلى آخر العنكبوت العشر الثاني سورتين سورتين.
وأما يونس وهود فجزءان أيضًا أو جزء واحد؛ لأنهما أول ذوات {الر}، ويكون على هذا الثلث الأول سورة سورة، والثاني سورتين سورتين، لكن الأول أقرب إلى أن يكون قريب الثلث الأول في العشر الأول، فإن الزيادة على الثلث بسورة أقرب من الزيادة بسورتين، وأيضًا فيكون عشرة أحزاب سورة سورة، وهذا أشبه بفعل الصحابة، ويوسف والرعد جزء، وكذلك إبراهيم والحجر، وكذلك النحل وسبحان، وكذلك الكهف ومريم، وكذلك طه والأنبياء، وكذلك الحج والمؤمنون، وكذلك النور والفرقان، وكذلك ذات {طس} الشعراء والنمل والقصص، وذات {الم} العنكبوت والروم ولقمان والسجدة جزء، والأحزاب وسبأ وفاطر جزء، و {يس} و {الصافات} و {ص} جزء، والزمر وغافر و {حم} السجدة جزء، والخمس البواقي من آل {حم} جزء.
والثلث الأول أشبه بتشابه أوائل السور، والثاني أشبه بمقدار جزء من تجزئة الحروف وهو المرجح. ثم (القتال) و (الفتح) و (الحجرات) و (ق) و (الذاريات) جزء، ثم الأربعة الأجزاء المعروفة، وهذا تحزيب مناسب مشابه لتحزيب الصحابة ـ رضي اللّه عنهم ـ وهو مقارب لتحزيب الحروف، وإحدى عشرة سورة حزب حزب؛ إذ البقرة كسورتين، فيكون إحدى عشرة سورة، وهي نصيب إحدى عشرة ليلة، واللّه أعلم)
والمطلوب الآن هو تحزيب القرآن 30 حزباً متقاربة مع عدم فصل السورة الواحدة بين حزبين أو جزئين إلا سورة البقرة لطولها، ويتم ترتيب تحزيب ابن تيمية هذا في جدول من ثلاثين صفاً،لنرى هل استوعب ابن تيمية 30 جزءاً أم لا فإني لم أدقق فيه؟
وهل قام أحد بمثل هذا التقسيم من قبل ابن تيمية أو بعده لننتفع بتقسيمه في مثل هذه المناسبات والله يوفق الجميع لما يحب ويرضى.
ليلة 14 رمضان 1429هـ
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Sep 2008, 03:39 ص]ـ
فكرة جميلة جدًّا، وياليت من سيطبع مصحفًا جديدًا في العالم الإسلامي يضع مثل هذا التجديد، وهذا يحتاج إلى دراسة، ولعل أعضاء الملتقى المتخصصين يشاركون في إبداء الرأي في ذلك.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[14 Sep 2008, 04:18 ص]ـ
وجهة نظري أن ترك التقسيم بالأجزاء الثلاثين والذي يرمز إلى عدد أيام الشهر وما تعارف الناس عليه أولى من إعادة تحزيبه بالسور , وأما اتصال المعنى أحياناً فيمكن تلافيه بوصل الآية , وإن كان هناك تقسيم فليكن بغير الرقم الثلاثين بحيث يشاع بين الناس تحزيب الصحابة حيث كانوا يحزبون بالرقم سبعة والذي يرمز إلى عدد أيام الأسبوع
فعن أوس قال: ((سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يحزبون القرآن؟ قالوا: ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصل وحده)) رواه أبو داود. والمعدود يراد بها سور القرآن
وفي الجدول التالي تفصيل ذلك:
اليوم مقدار الحزب اليومي
الأول من أول سورة البقرة إلى نهاية النساء. (ثلاث سور)
الثاني من أول سورة المائدة إلى نهاية سورة التوبة. (خمس سور)
الثالث من أول سورة يونس إلى نهاية سورة النحل. (سبع سور)
الرابع من أول سورة الإسراء إلى نهاية سورة الفرقان. (تسع سور)
الخامس من أول سورة الشعراء إلى نهاية سورة يس. (إحدى عشرة سورة)
السادس من أول سورة الصافات إلى نهاية سورة الحجرات. (ثلاث عشرة سورة)
السابع من أول سورة ق إلى نهاية سورة الناس. (حزب المفصل)
هكذا تحزيب الصحابة لم أراد ختم القرآن في أسبوع.
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[14 Sep 2008, 10:24 م]ـ
الحمد لله أنها لازالت فكرة، وفي نظري أن العمل على إعادة تحزيب القرآن يعوقه أمور:
1 - أن العمل مضى من قرون على هذا التحزيب ومر بأزمان وأئمة للدين ولم يغيروه أو يدعوا إلى مثل هذا العمل، فما الذي يبيحه لنا في هذا الزمان؟
2 - ليس هناك حرج كبير في كون بعض رؤوس الأثمان أو الأحزاب تفصل بين متصل أو تقع وسط قصة متوالية، فالأمر يسير بمعرفة هذه المواقع والوقوف في المكان المناسب ........................ وينتهي الإشكال.
3 - التقسيم إلى 30 جزأ مع مراعاة السور يفوته أمرين:
= أنه لن يوافق تحزيب السلف المعروف.
= وكذا يتعرض للتحزيب الذى درجت عليه المصاحف بالتغيير دون إصابة ما كان عليه السلف أو بقاء ماكان على ماكان ....................
أرجو التوفيق والإصابة، وأن يتسع صدر الشيخ عبدالرحمن وصدور محبيه لهذه الفكرة (الفكرة)
¥