ـ[أبو عبدالوهاب]ــــــــ[12 Sep 2008, 10:29 م]ـ
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]
{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
في التفسير الميسر: أي لعلكم تتقون ربكم, فتجعلون بينكم وبين المعاصي وقاية بطاعته وعبادته وحده.
وفي تفسير الجلالين: (لعلكم تتقون) المعاصي فإنه يكسر الشهوة التي هي مبدؤها.
وفي تفسير ابن كثير: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) لأَنَّ الصَّوْم فِيهِ تَزْكِيَةٌ لِلْبَدَنِ وَتَضْيِيق لِمَسَالِك الشَّيْطَان.
وفي تفسير الطبري: وَأَمَّا تَأْوِيل قَوْله: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} فَإِنَّهُ يَعْنِي بِهِ: لِتَتَّقُوا أَكْل الطَّعَام وَشُرْب الشَّرَاب وَجِمَاع النِّسَاء فِيهِ , يَقُول: فَرَضْت عَلَيْكُمْ الصَّوْم وَالْكَفّ عَمَّا تَكُونُونَ بِتَرْكِ الْكَفّ عَنْهُ مُفْطِرِينَ لِتَتَّقُوا مَا يُفْطِركُمْ فِي وَقْت صَوْمكُمْ. وَبِمِثْلِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ جَمَاعَة مِنْ أَهْل التَّأْوِيل: ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 2240 - حَدَّثَنِي مُوسَى , قَالَ: ثنا عَمْرو , قَالَ: ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ: أَمَّا قَوْله: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} يَقُول: فَتَتَّقُونَ مِنْ الطَّعَام وَالشُّرْب وَالنِّسَاء مِثْل مَا اتَّقَوْا , يَعْنِي مِثْل الَّذِي اتَّقَى النَّصَارَى قَبْلكُمْ.
وفي تفسير القرطبي:
" تَتَّقُونَ " قِيلَ: مَعْنَاهُ هُنَا تَضْعُفُونَ , فَإِنَّهُ كُلَّمَا قَلَّ الْأَكْل ضَعُفَتْ الشَّهْوَة , وَكُلَّمَا ضَعُفَتْ الشَّهْوَة قَلَّتْ الْمَعَاصِي وَهَذَا وَجْه مَجَازِيّ حَسَن.
وَقِيلَ: لِتَتَّقُوا الْمَعَاصِي , وَقِيلَ: هُوَ عَلَى الْعُمُوم , لِأَنَّ الصِّيَام كَمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: (الصِّيَام جُنَّة وَوِجَاء) وَسَبَب تَقْوَى ; لِأَنَّهُ يُمِيت الشَّهَوَات.
------
قلتُ:
و لعل من معانيها - والله أعلم - أي لعلكم تتقون في سائر أموركم كما اتقيتم في صيامكم فإنكم استشعرتم اطلاع الله عليكم وعلمه بحالكم فامتنعتم عن الأكل والشرب؛ فلو أنكم استصحبتم حال التقوى تلك التي منعتكم من الأكل والشرب في سائر أموركم وأيامكم لامتنعتم أيضا عن مقارفة الذنوب فإن الذي اتقيتم أن يراكم تأكلون وتشربون يراكم أيضا حين تقارفون الذنوب.
فالصوم إذاً مدرسة لتعليم التقوى، فما أسعد من يتعلم من صيامه، فيتقي اللهَ في سائر أيامه.