ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 Sep 2008, 05:05 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ونفع بكم
لاشك أن إفطار يوم من رمضان بغير عذر من الكبائر
وصوم رمضان ركن من أركان الإسلام وهو معلوم بالدين بالضرورة
وقد اختلف في حكم تارك صيام رمضان بغير عذر
قال ابن تيمية - رحمه الله -
(7\ 610)
(
ِ. وَأَمَّا مَعَ الْإِقْرَارِ بِالْوُجُوبِ إذَا تَرَكَ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْأَرْكَانِ الْأَرْبَعَةِ فَفِي التَّكْفِيرِ أَقْوَالٌ لِلْعُلَمَاءِ هِيَ رِوَايَاتٌ عَنْ أَحْمَد: (أَحَدُهَا: أَنَّهُ يَكْفُرُ بِتَرْكِ وَاحِدٍ مِنْ الْأَرْبَعَةِ حَتَّى الْحَجِّ وَإِنْ كَانَ فِي جَوَازِ تَأْخِيرِهِ نِزَاعٌ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ فَمَتَى عَزَمَ عَلَى تَرْكِهِ بِالْكُلِّيَّةِ كَفَرَ وَهَذَا قَوْلُ طَائِفَةٍ مِنْ السَّلَفِ وَهِيَ إحْدَى الرِّوَايَاتِ عَنْ أَحْمَد اخْتَارَهَا أَبُو بَكْرٍ وَ (الثَّانِي: أَنَّهُ لَا يَكْفُرُ بِتَرْكِ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ مَعَ الْإِقْرَارِ بِالْوُجُوبِ وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنْ الْفُقَهَاءِ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ وَمَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَهُوَ إحْدَى الرِّوَايَاتِ عَنْ أَحْمَد اخْتَارَهَا ابْنُ بَطَّةَ وَغَيْرُهُ. وَ (الثَّالِثُ لَا يَكْفُرُ إلَّا بِتَرْكِ الصَّلَاةِ وَهِيَ الرِّوَايَةُ الثَّالِثَةُ عَنْ أَحْمَد وَقَوْلُ كَثِيرٍ مِنْ السَّلَفِ وَطَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَطَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَد. وَ (الرَّابِعُ: يَكْفُرُ بِتَرْكِهَا وَتَرْكِ الزَّكَاةِ فَقَطْ. وَ (الْخَامِسُ: بِتَرْكِهَا وَتَرْكِ الزَّكَاةِ إذَا قَاتَلَ الْإِمَامَ عَلَيْهَا دُونَ تَرْكِ الصِّيَامِ وَالْحَجِّ.
)
انتهى
فهو أمر بالغ الخطورة
وأما الزنى فهو فعل غير مكفر عند أهل السنة والجماعة
بينما ترك الصيام ففيه خلاف وإن ضعف
وهذا ترك الصلاة المكتوبة من أعظم الذنوب وقد نص غير واحد من الفقهاء
-ممن لم يكفروا تارك الصلاة - على أنه أعظم إثما من السرقة والزنى
فائدة
في الفتح
(2/ 317)
(قال القفال في فتاويه ترك الصلاة يضر بجميع المسلمين لأن المصلي يقول اللهم اغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات ولا بد أن يقول في التشهد السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فيكون مقصرا بخدمة الله وفي حق رسوله وفي حق نفسه وفي حق كافة المسلمين ولذلك عظمت المعصية بتركها واستنبط منه السبكي أن في الصلاة حقا للعباد مع حق الله وأن من تركها أخل بحق جميع المؤمنين من مضى ومن يجيء إلى يوم القيامة لوجوب قوله فيها السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين)
انتهى
والله أعلم
فائدة
قال الطبراني في الكبير
(حدثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن زيد عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس رضي الله عنهما ولا أعلمه إلا رفعه إلى: النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة وصيام رمضان فمن ترك واحدة منهن كان كافرا حلال الدم)
وفي مجمع الزوائد
(وعن ابن عباس - قال حماد بن زيد: ولا أعلمه إلا قد رفعه النبي صلى الله عليه وسلم - قال:
عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم: شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة المكتوبة وصوم رمضان
ثم قال ابن عباس: تجده كثير المال لا يزكي فلا يزال بذلك كافرا ولا يحل دمه وتجده كثير المال لم يحج فلا يزال بذلك كافرا ولا يحل دمه
رواه أبو يعلى بتمامه ورواه الطبراني في الكبير بلفظ: " بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة وصيام رمضان فمن ترك واحدة منهن كان كافرا حلال الدم ". فاقتصر على ثلاثة منها ولم يذكر كلام ابن عباس الموقوف وإسناده حسن)
انتهى
وقد ضعف الحديث غير واحد منهم الشيخ الألباني - رحمه الله -
بل اعتبر الزيادة زيادة منكرة
قال الألباني
(وأما الزيادة فهى قوله: " فمن ترك واحدة منهن كان كافرا حلال للدم ". فهي زيادة منكرة لتفرد هذا الضعيف بها وعدم ورودها في شئ من طرق الأحاديث المتقدمة الصحيحة)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 Sep 2008, 05:10 م]ـ
رقم الفتوى: 109382
¥