3 - حصر المعاني الفرعية والمشتقة لتلك الكلمة المدروسة.

ثم:

4 - التأكد من صحة المعنى الفرعي للكلمة الذي كنا قد رشحناه في المرحلة السابقة.

وطريقة التأكد:

1 - الرجوع إلى كتب غريب القرآن.

2 - الرجوع إلى كتب الوجوه والنظائر.

وبنهاية هذه المرحلة نكون قد حددنا المعنى اللغوي لكل كلمة واردة في الآية ثم ننتقل بعدها إلى:

5 - تفسير الآية بحسب ما تقتضيه لغة العرب وحدها باجتهادنا الخاص، بعد أن حددنا معنى كل مفردة من مفردات الآية نقوم بالربط بين تلك المفردات جميعها؛ لتقييد المعنى اللغوي للآية كاملة فنصوغ معناها بالصياغة التي نراها توضحه.

وأكتب هذا المعنى ثم أزنه بالمعنى الذي قيدته في الخطوة الثانية. وهذا هو الشأن عند الانتقال من كل مرحلة إلى أخرى.

ثم ننتقل إلى المرحلة الأخيرة من هذه الخطوة:

6 - التأكد من صحة تفسيرنا اللغوي للآية بالرجوع إلى كتب التفسير اللغوي من أمثال:

معاني القرآن للفراء و للزجاج و للنحاس.

ثم نذهب إلى:

الخطوة الخامسة: تفسير الآية بالمنقول من القرآن والسنة وأقوال السلف.

فبعد أن فسرنا الآية بلغة العرب لابد من التثبت من صحة ذلك التفسير بالرجوع إلى الأولى بمعرفة معنى الآية ولاشك أن الآية هي أولى ما تفسر به الآية، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بمراد ربه عزوجل من جميع الثقلين.

وأما السلف فإن كانوا من الصحابة: فلا يخرج تفسيرهم عن أحد حالين: أن يكون منقولا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو اجتهادا منهم وهم حينها أولى من اجتهد فأصاب لأن الاجتهاد في التفسير مرجعه إلى اللغة وهم أصحاب اللغة.

وأما التابعون وتابعوهم فقد تلقوا علمهم عمن سبقهم وجاء النص بتفضيلهم (خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) لذلك كله لم يجز أن نتجاوز التفسير المنقول، بل لا تفسير إلا بعد الاحتكام إليه.

ومن أسباب وجوب الاحتكام إلى التفسير المنقول: أن لغة العرب من السعة إلى حد أنه لا يمكن أن يحويها أحد بقدرة بشرية. وهذا هو مراد الإمام الشافعي عندما قال في كتابه الرسالة: (ولسان العرب أوسع الألسنة مذهبا وأكثرها ألفاظا ولانعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غيرنبي)

وبتفسيرنا بالمنقول نتوصل بالتفسير اللغوي السابق إلى واحد من المواقف التالية:

الأول: أن يتفق التفسير اللغوي مع المنقول، فيقبل.

الثاني: أن يبطل التفسير المنقول التفسير اللغوي، فيرد اللغوي.

الثالث: أن يختلف التفسيران لكن لا يبطل أحدهما الآخر فيحتمل قبول اللغوي مع المنقول ويحتمل ظهور أن اللغوي مرجوح أما المنقول.

وهذه الخطوة تتفرع إلى ثلاثة فروع وهي:

الأول: تفسير القرآن بالقرآن. وله مراحل:

1 - استخراج الآيات ذات العلاقة بآيات الدرس من كتاب الله العزيز بالجهد الذاتي الخالص.

2 - الاستعانة بالجهود المتفرقة لأهل العلم التي تتضمن جمع النظير إلى نظيره من الآيات.

3 - الرجوع إلى كتب التفسير عموما، وإلى تلك التي اعتنت عناية واضحة بتفسير القرآن بالقرآن خصوصا بغرض جمع الآيات ذات الصلة في تفسير الآية دون الاستفادة من كتب التفسير في هذه المرحلة إلا في حصر الآيات المعينة على التفسير.

4 - الرجوع إلى كتب القراءات؛ حيث إن من أعظم وجوه إفادة القراءات الثابتة العديدة للآية الواحدة التفسير والبيان.

الثاني: تفسير القرآن بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وله مراحل:

1 - الوقوف على التفسير المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وجمعه من مظانه المتعددة.

2 - دراسة هذا التفسير المروي عن النبي لتمييز صحيحه من سقيمه.

3 - فهم الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير والاجتهاد في استنباط وجه بيانه للآية التي يفسرها.

4 - تقويم فهمه للحديث ومراجعة استنباطه لعلاقته بتفسير الآية بالرجوع إلى كتب شروح الحديث وإلى كتب التفسير التي أوردته.

الثالث: تفسير الآية بأقوال السلف من الصحابة والتابعين وأتباعهم. وله مراحل:

1 - جمعه من مظانه.

2 - التثبت من صحته وفق منهج معين.

3 - النظر في معاني أقوال السلف، وهل اتفقوا أم اختلفوا؟ وتصنيف أقوالهم بحسب الاتفاق والافتراق، ومحاولة الجمع بغير تعسف بين ما ظاهره الاختلاف، فإن لم يمكن الجمع فالترجيح بينها.

الخطوة السادسة: الرجوع إلى كلام أئمة التفسير وإلى ترجيحاتهم النهائية؛ لتقويم النتيجة النهائية من دراستنا ولاختيار الصياغة الدقيقة للتفسير الذي توصلت إليه.

هذا والله أعلم وصلى الله عليه وسلم.

ـ[السرخسي]ــــــــ[07 Sep 2008, 03:27 م]ـ

جزاك الله خير ..

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 عز وجلec 2008, 02:02 م]ـ

هذا هو البحث كاملاً لمن لم يتيسر له قراءته من قبل كاملاً جزى الله الدكتور حاتم الشريف على ما بذله فيه جهد خيراً ونفع بعلمه.

ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[12 عز وجلec 2008, 02:44 م]ـ

أباعبدالله

حمّلت البحث، لكن لم يفتح معي!

وهل هذا البحث طبعه الشيخ في مصر؟

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015