الدكتور مساعد الطيار: و لبعض المعاصرين بحث جديد فيه إثارة لهذا الموضوع من جديد , والعلماء -كما نعلم - البعض منهم ينفي والبعض يثبت والبعض يتوسط في هذا , و الطبري يرى أنه لا يوجد في القرآن ما هو أعجمي، فيقول لا يمكن أن ثبت أن هذه لفظة عربية وأخذتها العجم أو أنها أعجمية وأخذتها العرب , ولكن بعض العلماء يقولون أن هذه الأعلام الأعجمية أصولها الأولى عربية, ولكن حصل لها تعجيم على مدى من الزمن ,وذكروا أمثلة من لطائفها مثل ما ذكرتم يعقوب ,فلو حذفنا الزوائد فيه" الياء والواو" أصبح لدينا مادة عقب, وهي مناسبة لاسم يعقوب, فهو الذي يعقب أباه , وكذلك حللو اسم إسحاق بالتحورات التاريخية التي حصلت له , وقالوا أن أصله بمعنى الضاحك أو الذي يضحك , لذلك جاء في قصة سارة " فضحكت " وكيف تحول إلى إسحاق فالعبريين ... يقولون يصحاق فالصاد أصلها ضاد والقاف أصلها كاف وهذه متقاربة في النطق , وإذا أزلت الزوائد منها تصبح يضحك , هي لفة طويلة ولكنها ليست بغريبة فمن قرأ في تاريخ المفردات سيجد أن مثل هذه التحولات ليست بغريبة.

الدكتور محمد الخضيري: هذا يدعوني إلى أن نؤكد على مسألة مهمة لطلاب العلم , فعندما تحدث مسألة خلافية بين أهل العلم, فمن الضروري جدا عندما تريد القراءة في خلاف بين أهل العلم أو تقرأ في مسألة ما أن تحرر محل النزاع أي: أين أختلف العلماء ,فمسألة العجمة في القرآن وهل يوجد عجمة في القرآن , نقول أولا حرر محل النزاع فالأعلام بإجماع العلماء موجودة في القرآن الكريم , أما الأساليب والجمل فا بإجماع العلماء ليست موجودة , فتحرر الخلاف, فهناك أسماء أعجمية موجودة في القرآن كالسندس والإستبرق والسلسبيل الزنجبيل وهكذا.

الدكتور عبد الرحمن الشهري: أذكر فائدتين في هذا الموضوع , ولا أريد أن استطرد حتى لا نخرج عن موضوعات سورة البقرة.

الدكتور محمد الخضيري: لأن هذا التفسير ليس تفسيرا تحليليا.

الدكتور مساعد الطيار: لكنه مرتبط بموضوع بني إسرائيل والعلم الأعجمي في جميع القرآن.

الدكتور عبد الرحمن الشهري: الفائدة الأولى: في أن بعض المفردات الأعجمية التي يقال بعجمتها في القرآن الكريمأصولها عربية , ولكن استخدمتها العجم , فرجعت مرة أخرى واستخدمتها العرب بعد بقاء التغيرات التي أحدثها العجم , فهناك من الباحثين الآن من يتتبع هذا ويصر عليه ,ويقول كل الألفاظ الموجودة في اللغات أصلها عربي , و أن اللغة العربية هي أم هذه اللغات , وأذكر قصة طريفة للأب انستاس الكرملي العراقي - وهو من علماء اللغة الكبار وكان نصرانيا من بغداد -يقول أنني تتبعت اللغة العربية واللغات الأخرى فوجدت أن ما يقارب تسع ألفاظ من عشر ألفاظ من الانجليزية أصلها عربي.

الدكتور محمد الخضيري: أي ما يقارب تسعين بالمائة من الألفاظ الإنجليزية أصلها عربي.

الدكتور عبد الرحمن الشهري: نعم , ثم يقول أحد الباحثين العراقيين لفتت نظري هذه المقولة , فتتبعت بحث انستاس فذهبت للمتحف حتى أجد بحث الكرملي فلم أجده , يقول فتتبعت بنفسي اللغة وكتب بحثا عنها- أظنها كانت رسالة علمية قدمها , يقول فأكملت الكلمات فإذا عشر كلمات من عشر كلمات أصلها عربي , وضرب أمثله مثل مستشفى أصلها hospital هوسبيتل ,والمستشفى بالعربية أصلها "حوزة البيطار" - والحوزة هي المكان- و الآن يطلق بيطري على طبيب الحيوانات, أما سابقا فكان كل من يعالج يسمى بيطار , فيصبح المعنى "المكان الذي يعالج فيه البيطار" , فحورت إلى هوسبيتل , وهناك مفردات في الانجليزية لا شك أنها عربية مثل الكهف بالانجليزية Cave, والحناء Henna.

الدكتور مساعد الطيار: البعض سيتساءل ما هذا الإغراق , لكن نقول له لاحظ اللهجة العامية وحاول أن تؤصلها ستجد نفس الطريقة.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015