اللقاء الخامس

موضوع اللقاء الرئيسي:

- تابع موضوعات سورة البقرة.

موضوعات اللقاء الفرعية:

- صيغ الإشارة لليهود والنصارى في القرآن وسبب الاختلاف في صيغ الإشارة.

- في كون أن الخطاب لليهود يشمل النصارى ولكن خطاب النصارى لا يشمل اليهود.

- العلة في إشارة القرآن ليعقوب مرة بيعقوب وأخرى بإسرائيل.

- الأعلام الأعجمية في القرآن و تحرج بعض العلماء من قول أن في القرآن أعجمي.

- أصل اسم يعقوب وإسحاق.

- بعض الألفاظ الأعجمية وأصولها العربية.

- تذكير الله لبني إسرائيل بنعمته على آبائهم, وفيه أن النعم على الآباء نعم على الأبناء ,و أن مخازي الآباء تلحق الأبناء.

- الإجمال قبل التفصيل و نظرة إجمالية لآيات بني إسرائيل في سورة البقرة.

- المغزى من تقديم ذكر الحل في قصة البقرة على أصل الإشكال.

- المغزى من ذكر مخازي بني اسرائيل وقصصهم هو للاعتبار والتحذير منها , وهذا ما فهمه الصحابة.

http://www.3lm-alkitab.com/bg/21.gif

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن واله وبعد:

الدكتور محمد الخضيري: وصلنا في الحلقات الماضية إلى قصة بني إسرائيل , والتي تعتبر أخذت حيزا كبيرا من هذه السورة , وهي قصة جوهرية في تحديد هدف هذه السورة ومقصودها ,وافتتحت بقول الله -عز وجل-: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ .. } فما تعليقكم؟

الدكتور مساعد الطيار: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , في قوله سبحانه وتعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ}

من الأشياء التي يحسن أن ينتبها لها قارئ القرآن, أن الله - سبحانه وتعالى- إذا خاطب أهل الكتاب قبلنا, فهناك عدة خطابات , فهناك خطاب بـ يا بني إسرائيل , وخطاب بـ يا أهل الكتاب , وخطاب قالت اليهود , وخطاب قالت النصارى, أما أمر النصارى فواضح جدا ,أما إذا قال يا بني إسرائيل فالذي يظهر لي - والله اعلم - هو النظر للقومية بمعنى النظر للنسبة ويراد بهم الأبناء الذي انحدروا من نسل يعقوب عليه السلام -والذي هو إسرائيل - فيكون هنا التذكير بالوشيجة النسبية , وهذا بلا شك نوع من التشريف , كما تنادي أي إنسان فتقول يا ابن بني فلان , أما قوله: "قالت اليهود" ففي الغالب تأتي في القضايا المرتبطة بالديانة أو ذكر بعض الأخبار المخزية عنهم , مثل قوله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} وقوله: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى} فهو من جهة الديانة.

الدكتور عبد الرحمن الشهري: فلم يرد في القرآن الكريم ولن ترضى عنك بنو إسرائيل.

الدكتور محمد الخضيري: لأن من بني إسرائيل من اسلم.

الدكتور مساعد الطيار: أما قوله: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ} فهذه أحيانا قد يراد بها اليهود وأحيانا قد يراد بها اليهود والنصارى و قد ترد في سياق النداء لأحد الطائفتين , لكن في الغالب أن المراد بها اليهود والنصارى.

ومن باب الفائدة إذا وقع الخطاب لليهود فيلحق بهم النصارى لأن النصارى يؤمنون بكتاب اليهود , أما إذا كان الخطاب للنصارى فهو خاص بهم لأن اليهود لا يؤمنون بكتاب النصارى , فهذه تقريبا أربع ألفاظ يحسن للمتأمل أن يتأمل سياقاتها حين تأتي ," بنو إسرائيل , يا أهل الكتاب , قالت اليهود , قالت النصارى".

الدكتور محمد الخضيري: وفي هذا الصدد , نذكر أيضا إسرائيل و هو يعقوب - عليه السلام - فمرة يذكر باسم يعقوب ومرة يذكر باسم إسرائيل , وقد ذكر الزركشي لطيفة جميلة في هذا الباب فقال: إذا أريد تذكير بنيه بعبوديته لله وتحبيبهم بهذه العبودية وبالعهد الذي بينهم وبين ربهم - سبحانه وتعالى - ذكروا باسم أبيهم إسرائيل لأنه بمعنى عبد الله , وإذا أريد ذكر يعقوب وحده أو ذكر التبشير بالعقب في إبراهيم عليه السلام: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72)} الأنبياء , ولم يقل و إسرائيل نافلة , فيعقوب بشارة بأنه سيكون له عقب , وأن ذرية إبراهيم - عليه السلام - ستبقى في نسل إسحاق - عليه السلام - فذكر يعقوب , وهي من اللطائف الجميلة التي أدعو إلى تأملها في موضوع تتبع الأسماء ودلالاتها واختلافاتها في القرآن الكريم.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015