الدكتور عبد الرحمن الشهري: انتهينا في اللقاء السابق على تنبيه الدكتور محمد الخضيري على أن الكثير من أحاديث فضائل السور ليست صحيحة.

الدكتور محمد الخضيري: صحيح كثير ما يأتي السؤال عن سورة كذا وهل فيها من فضيلة وسورة كذا هل فيها من فضيلة , ونقول أن فضائل السور غالبها أحاديثها ضعيفة بل بعضها يصل للموضوع, و السور والآيات التي ثبت لها فضائل قليلة بالنسبة للقرآن الكريم, فعلى المسلم إذا سمع شيئا غريبا أن يتأكد منه ,لأن الأصل في هذا الباب أن غالبه ضعيف وليس من الصحيح ,وأن الثابت في هذا الجانب قليل, أليس كذلك يا دكتور مساعد؟

الدكتور مساعد الطيار: صحيح وأيضا من باب الفائدة لو رجعنا للمفسرين نجد أن اللذين لم يكن لهم صنعة في علم الحديث هم الذين ذكروا هذا الحديث الموضوع الذي ذكرته يا أبا عبد الله في الحلقة الماضية وهو حديث أبي عصمة فأول من رواه في تفسيره هو الثعلبي وكان يجعله في مقدمة كل سورة وهو أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي توفي سنة 427 هـ

صاحب كتاب الكشف والبيان في تفسير القرآن , ثم أخذه عنه الواحدي في تفسيره الوسيط ..

ثم أخذه عنه بعد ذلك فئام من الناس منهم الزمخشري , و الزمخشري أعتمد عليه كثير ممن جاء بعده مثل البيضاوي فأخذه عنه , وهذه فائدة ينتبه لها قارئ التفسير وهي ما قد نسميها تناسخ الفوائد: أي العالم يأخذ الفائدة عمن قبله وإن لم ينسبها إليه, وهذا كثير في التفسير أو في العلم عموما , لأن العلم في النهاية محصور , بعض الناس قد يقول لماذا يفعلون هذا؟ فنقول هم يفعلون هذا لأن العلم في النهاية محصور فلا يستطيع الإنسان أن يأتي بجديد .. وكونه يأخذ من هذه المعلومات فليس بمشكل جدا , لكن نحن لأننا ولعنا بالجديد .. ما لجديد ما لجديد , صار عندنا هذا الهاجس ..

الدكتور عبد الرحمن الشهري: بعد أن ظهرت برامج الحاسب الآلي الآن وأصبحت أتتبع كلام المفسرين حسب ترتيب الوفيات فتجد هذه الظاهرة واضحة جدا أن المتأخر يأخذ عن المتقدم نقلا كثيرا , ولا توجد أشارة فالبرامج الحاسوبية بينت هذا النسخ.

الدكتور مساعد الطيار:وهو متقدم كثير عنه فالفراء توفي سنة 207 هـ و الزمخشري توفي سنة 538 هـ , فسبحان الله , بعدها بدأت أرتب الكتب أمامي على حسب الوفيات وأنا أبحث , و كنت أرتب كتب التفسير فقط على الوفيات , وقد استفدت من هذا الترتيب فوائد كثيرة جدا , فبنظرة واحدة تستطيع أن تعرف هذا القرن كم من تفسير مطبوع فيه, وأحيانا هذا القرن مَن مِن المؤلفين فيه , وأحيانا تبنى على ذلك فوائد جميلة جدا.

الدكتور محمد الخضيري: في مسألة الفضائل بودي لو أن هناك مسألة أثرناها ولو لم نجب عليها وهي مسألة ليست من متين العلم ولكنها مفيدة , هل يعد من فضائل السور كون النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأها في صلاة ما ويكررها في صلاة ما , هل يعتبر ذلك من الفضائل؟ أو أن الفضيلة مقصورة فقط على وضع رغيبة أو أجر على هذه السورة؟ أنا أظن أن هذا محل نظر .. فمن الممكن أن يقال أن هذا - أي فعل النبي صلى الله عليه وسلم - وسيلة من وسائل تفضيل سورة على أخرى .. ويقال أن من فضائلها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأها مثلا في صلاة الوتر أو الجمعة.

الدكتور عبد الرحمن الشهري: وهذا وجه وجيه.

الدكتور مساعد الطيار: وهذا يبدو كعمل من فات في وضع فضائل القرآن على هذا ,أنهم ينظرون إلى مدى عناية الرسول - صلى الله عليه وسلم - بسورة ما أو آية معينة كقوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190)} آل عمران , فكونه يخصص هذه الآيات لهذا الوقت فهذا نوع من الاختيار والتناسب أيضا , وكونه يقرأ سبح والكافرون في الشفع ويقرأ قل هو الله أحد في الوتر و يداوم عليها ..

الدكتور عبد الرحمن الشهري: فهذا يدخلها من ضمن السور التي لها فضائل , أريد أن اذكر بصنيع أبي عصمة ابن أبي مريم يقول أنه لفت نظره انجراف الناس للمغازي وانشغالهم عن القرآن الكريم فقال لنفسه لو وضعت لهم حديثا .. انظر سبحان الله التهاون في الوضع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه يكذب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقول قال النبي - صلى الله عليه وسلم - كذا وهو يأتي بحديث من رأسه.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015