ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 Sep 2008, 04:55 ص]ـ

وأزيدك فائدة أخرى، وهي أن هناك علاقة واضحة جدا بين إنكار الإجماع وبين أهل البدع.

فمعظم الفرق المبتدعة والطوائف الضالة لا يمكن الرد عليها ولا إبطال كلامها إلا بالإجماع؛ لأنه لا توجد فرقة تنتسب إلى الإسلام تقول: (نحن لا نأخذ بالقرآن والسنة)، فكل الطوائف الضالة تقول نأخذ بالكتاب والسنة، والفرق الوحيد بين أهل السنة وبين غيرهم من الفرق الضالة هو قولهم ( ... بفهم السلف الصالح).

فالروافض يقولون نأخذ بالقرآن والسنة ويكفرون الصحابة.

والفلاسفة يأخذون بالعقل.

والحلولية يأخذون بالوجد.

وهكذا.

فالخلاصة أنك لا يمكنك أن تؤسس فقها صحيحا، ولا معتقدا سليما، مع إنكار الإجماع الذي هو (فهم السلف الصالح).

ولذلك تجد كل من أنكر الإجماع إما أنه قد وقع في آراء شاذة وأقوال باطلة، وإما أنه اضطر إلى أن يخالف نفسه ويتناقض، وإما أنه صحح مذاهب الفرق الضالة، وفي الجملة لا بد أن تجد في كلامه دخنا.

ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[11 Sep 2008, 05:01 ص]ـ

جزاك الله خيرا، ولا تؤاخذني على الاستطراد. ولكن هل الحديث عن إنكار "الإجماع" مطلقاً، أم إنكار "إمكان وقوع الإجماع"؟ وبينهما فرق لا يخفى فيما أظن. فمن يقول باحتمال وجود الخلاف إنما ينكر الثاني لا الأول، وفي الإطلاق مجازفة، ولكنها غير مقصودة فيما أحسب.

تنبيه: لعل بعض الإخوة يخفى عليه معرفتي الشخصية بأبي مالك وما بيننا من الحوارات والمدارسات العميقة المتنوعة، في هذا المنتدى وغيره، أقول هذا لعلهم يصفحوا عن استرسالنا بعض الشيء في غير لب الموضوع.

ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[11 Sep 2008, 05:06 ص]ـ

.. أما إشارتك المهمة للفرق بيننا وبين أهل البدع فلا مزيد عليها، وفهم الصحابة وأتباعهم بإحسان هو الغرة على جبين سالكي سبل الهداية، ومجانبته هو الوسم على خرطوم منتحلي نحل الغواية.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 Sep 2008, 05:11 ص]ـ

= قوله تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}

وجه الدلالة من الآية أن الله أمرنا أن نسأل أهل الذكر إذا كنا لا نعلم، وهذا معناه أننا سنجد العلم عندهم وإلا كانت الإحالة عليهم بلا فائدة.

فإذا سألنا أهل الذكر فوجدناهم متفقين على قول من الأقوال، فهذا معناه أن هذا القول هو المطابق لما أمرنا الله عز وجل به.

= قوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول}

وجه الدلالة أن الله أمرنا أن نرجع إلى النصوص عند التنازع، وهذا معناه أننا عند عدم التنازع مأمورون باتباع ما اتفقنا عليه، وإلا لم يكن للكلام معنى.

= قوله تعالى: {ويتبع غير سبيل المؤمنين}

وجه الدلالة أن هذا العطف إما أن يكون له فائدة وإما أن لا تكون له فائدة، ومحال أن لا تكون له فائدة؛ لأن هذا طعن في كلام رب العالمين، ولا يمكن أن يكون المراد (يتبع غير سبيل المؤمنين) في طاعة الرسول؛ لأنه حينئذ يكون تحصيلا للحاصل.

فالخلاصة أنه لولا أن (سبيل المؤمنين) له خاصة مفيدة في الاحتجاج لما كان لذكره في الآية فائدة.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 Sep 2008, 05:12 ص]ـ

.. أما إشارتك المهمة للفرق بيننا وبين أهل البدع فلا مزيد عليها، وفهم الصحابة وأتباعهم بإحسان هو الغرة على جبين سالكي سبل الهداية، ومجانبته هو الوسم على خرطوم منتحلي نحل الغواية.

اتفقنا (ابتسامة)

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 Sep 2008, 05:17 ص]ـ

قوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}

وجه الدلالة أن الله عز وجل أخبر أن الذكر محفوظ، وبغض النظر عن تفسير الآية، إلا أنه مما لا يشك فيه عاقل أن المراد ليس حفظ الرسوم والحروف فقط دون المعاني؛ لأن الكافر لا يعجز أن يقول لك: أنا أؤمن بهذا القرآن على أنه حروف ورسوم فقط، ولكن لا يلزمني أن أؤمن بمعاني آياته ولا بأحكامه.

فإذا كان من المحال أن يكون هذا صحيحا، ثبت أن المراد بحفظ الذكر حفظه لفظا ومعنى، والآن نسأل: قد عرفنا حفظ اللفظ، فكيف يكون حفظ المعنى؟

حفظ المعنى معناه أن تكون معاني الآيات معروفة ولو لبعض الأمة، ولا يمكن أن يتم حفظ المعنى بأن يخفى المعنى الصحيح عن جميع الأمة، وإلا لم يكن المعنى محفوظا.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015