"وإني أحثكم أيها الشباب على الحرص التام على تدبر القرآن ومعرفة معانيه؛ لأن القرآن إنما نزل ليدبر الناس آياته وليتذكروا به، إذ لا فائدة بتلاوة اللفظ دون فهمٍ للمعنى، وإذا أشكل عليكم شيء فاسألوا عنه" [ابن عثيمين]

{وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين [القصص:7]} ذكر القرطبي - في تفسيره - أن الله تعالى جمع في هذه الآية بين أمرين، ونهيين، وخبرين، وبشارتين، فتأملها فتح الله على قلبك.

علق ابن تيمية على قول الله تعالى: {لا يمسه إلا المطهرون [الواقعة: 79]} بقوله: "كما أن اللوح المحفوظ الذي كتب فيه حروف القرآن لا يمسه إلا بدن طاهر، فمعاني القرآن لا يذوقها إلا القلوب الطاهرة، وهى قلوب المتقين"

[ابن تيمية]

{ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها [الكهف:49]} قال عون بن عبد الله: ضج والله القوم من الصغار قبل الكبار.

فتأمل - وفقك الله - هذه اللفتة من هذا الإمام في التحذير من صغار الذنوب التي يحتقرها كثير من الناس، مع أنها قد تجتمع على المرء فتهلكه.

{إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا [التوبة: 40]} قال الشعبي: عاتب الله عز و جل أهل الأرض جميعا - في هذه الآية - إلا أبا بكر الصديق رضي الله عنه. [تفسير البغوي]

"فمن تدبر القرآن، وتدبر ما قبل الآية وما بعدها، وعرف مقصود القرآن تبين له المراد، وعرف الهدى والرسالة، وعرف السداد من الانحراف والاعوجاج" [ابن تيمية]

{المال والبنون زينة الحياة الدنيا [الكهف:46]} "وتقديم المال على البنين في الذكر؛ لأنه أسبق لأذهان الناس، لأنه يرغَب فيه الصغير والكبير، والشاب والشيخ، ومن له من الأولاد ما قد كفاه"

[ابن عاشور]

نقل ابن عطية عن أبيه في تفسير قوله تعالى: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا [الكهف:7]} قوله: "أحسن العمل: أخذ بحق، وإنفاق في حق مع الإيمان، وأداء الفرائض، واجتناب المحارم، والإكثار من المندوب إليه".

قال قتادة في قوله تعالى: {ألا تطغوا في الميزان [الرحمن/8]}: "اعدل يا ابن آدم كما تحب أن يُعدل لك, وأوف كما تحب أن يُوفَى لك، فإن العدل يصلح الناس" [الدر المنثور]

قال ابن عقيل: "من حسن ظني بربي، أن لطفه بلغ أن وصى بي ولدي إذا كبرت فقال: {فلا تقل لهما أف} " [الآداب الشرعية]

فما أحوجنا - أهل القرآن - أن نحسن الظن بربنا مهما طال الزمن واشتدت المحن، قال تعالى - في الحديث القدسي -: "أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء".

"قد لا تختم الآية الكريمة بأسماء الله الحسنى صراحة، ولكن قد تذكر فيها أحكام تلك الأسماء، كقوله تعالى - لما ذكر عقوبة السرقة، فإنه قال في آخرها -: (نكالا من الله، والله عزيز حكيم [المائدة:38])، أي: عز وحكم فقطع يد السارق، وعز وحكم فعاقب المعتدين شرعا، وقدرا، وجزاء". [ابن سعدي]

(فما لهم عن التذكرة معرضين * كأنهم حمر مستنفرة * فرت من قسورة [المدثر/50 - 51]) "فشبه هؤلاء في إعراضهم ونفورهم عن القرآن بحمير رأت أسودا، أو رماة ففرت منهم، وهذا من بديع القياس والتمثيل، فإن القوم في جهلهم بما بعث الله به رسوله كالحمير، وهي لا تعقل شيئا، فإذا سمعت صوت الأسد أو الرامي نفرت منه أشد النفور وهذا غاية الذم لهؤلاء" [ابن القيم]

"الحنف" ميل عن الضلال إلى الاستقامة، كقوله تعالى عن الخليل عليه السلام: (قانتا لله حنيفا [النحل/120])، أما "الجنف" فهو ميل عن الاستقامة إلى الضلال، كقوله تعالى في شأن الوصية: (فمن خاف من موص جنفا [البقرة/182]).

[الراغب الأصفهاني]

المتدبر لمناسبة مجيء سورة الشرح بعد "الضحى" ينكشف له كثير من المعاني المقررة في السورة، ومنها ما في قوله: (فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا) فمجموع السورتين يعطيان مثالا حيا لتقرير هذه السنة، فسورة الضحى تمثل جوانب العسر التي عانها نبينا عليه السلام؛ ليعقبها جوانب اليسر في "الشرح" حتى إذا انتهى المثل، يأتي التعقيب بأن مجيء اليسر بعد العسر سنة لا تتخلف.

[د. فلوة الراشد]

"سورة النحل افتتحت بالنهي عن الاستعجال، واختتمت بالأمر بالصبر، وسورة الإسراء افتتحت بالتسبيح، وختمت بالتحميد".

[السيوطي]

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015