وماذا قرروا؟ ثلاثة آراء في البسملة، وتريدني أن آخذ بها كلها وبنفس الدرجة؟ كيف يمكنك أن تقنع الآخرين بأن الآراء الثلاثة صحيحة؟ كيف يمكن أن تكون البسملة آية، وفي نفس الوقت ليست آية؟ الشيء ونقيضه. أليس هذا تضاربا في الرأي؟ وتقول لي أن الصحابة كانوا على ذلك؟ أمعقول هذا ..

أليس للقدماء ثلاثة آراء في ترتيب سور القرآن؟ بالتأكيد أنت تعرفها. هل كانت تلك الآراء موجودة زمن الصحابة أيضا؟

هل من المعقول أن الصحابة لم يكونوا يعرفون إن كان ترتيب سور القرآن توقيفيا أم لا؟

هذه الأسئلة وأمثالها: من المؤكد أن الصحابة كانوا يعرفون إجابتها الصحيحة، فلا يعقل مثلا أن يطرح الصحابة على أنفسهم التساؤل: هل تم ترتيب سور القرآن بالوحي أم باجتهاد الصحابة؟ هل البسملة آية أو ليست آية؟

هذه الأسئلة طرحت فيما بعد ...

[ثمّ إنّ الأخَ تركي الذي تشفق عليه من إجابتي وتسألني أزدتُّ على ذكر خلاف المتقدمين له؟

لم يطلبْ ما يتوصّل إليه عقلي وعقلكَ - أستاذي الكريم - ولعلك أن تعيد قراءة سؤاله لتعرفَ عمَّ سأل تحديداً.

سأل عن سر عدم نطق الأئمة بها مع أنها الآية رقم (1) ,]

من الواضح استغرابه مما يحدث!!

السبب هو الاختلاف الذي نتحدث عنه، فمن يعتبر البسملة آية يقرأها وما لا يعتبرها لا يقرأها ..

[والخلاف في البسملة عائدٌ إلى أمرين ينبغي للمتكلم فيها عدمُ الخلط بينهما:

الأولُ: كون البسملة آية من القرآن أو ليست بآية.

الثاني: حكم الجهر بالبسملة في الصلاة.

وكلاهما منذ عهد الصحابة حتى السّاعة لا يزال قائماً]

أنا لا أفهم كيف يكون هذا الاختلاف موجودا زمن الصحابة!! كما لا أفهم كيف يمكن أن تكون البسملة آية وأن لا تكون آية في نفس الوقت .. طيب، إذا لم تكن البسملة آية، فماذا تكون؟ ولماذا اعتبرت في مصحف المدينة الآية رقم 1؟ إذا لم نكن متأكدين من أنها آية؟ فلماذا نثبتها في طبعات المصحف؟

[فهل لنا أن ننصب أنفسنا حُكّاماً بين أبي هريرة ومعاوية وابن عباس ومالك وأبي حنيفة رضي الله عن الجميع وأرضاهم]

نحتكم إلى القرآن. هل تقبل؟ أليس القرآن أصدق من أبي هريرة؟

وهل يعقل أن ابن عباس لم يكن يعرف إن كانت البسملة آية أو ليست آية؟ وهل يعقل أن يحفظ أبو هريرة الأحاديث الكثيرة ويعجز عن تذكر إن كانت البسملة آية أم لا؟

[, وأرجو أن تفيدنا يا أستاذُ بما توصلتَ أنت إليه في كونها آيةً أو غير آية, وأن تجيبنا بما يترتب على عدها من عدمه من الإعجاز العددي].

إن شاء الله ..... " أنا على موعد مع عملية قلب مفتوح في 18/ 9 فإن سلمني الله فأبشر خيرا "

[وانقسم أتباعهم فيها فريقين بل زادوا ثالثاً , فذهب فريق إلى أنها آية , ونفى ذلك فريقٌ , وتوسط بينهما فريقٌ بالقول: إن البسملة في بعض القراءات كقراءة ابن كثير آية من القرآن وفي بعض القرآن ليست آية، ولا غرابة في هذا.

ولا أدري ما المشكل عندك في ذلك؟]

كل هذا، ولا غرابة!!!

ألا ترى إذا كانت البسملة آية، فمن لا يعتبرها يكون قد أنقص آية من القرآن. وإذا لم تكن آية فمن يعتبرها يكون قد زاد آية في القرآن ..

جملة القول:

أريد رأيا أطمئن إليه وأقتنع به، حتى أستطيع أن أنقله إلى غيري وأدافع عنه.

أم تريدني أن أقول: مازال المسلمون مختلفين في البسملة، هل هي آية أم لا، وبما أن هذا الاختلاف وصلنا عن القدماء، فلا يجوز تجاوزهم، إن من الأمانة المحافظة على كل ما قالوه في هذه المسألة، ومن الحكمة أن نورث تلك الأقوال للأجيال القادمة، ونحذرهم من محاولة المساس بها. ثم يا أخي الكريم: إن ما ننتهي إليه يوافق أحد تلك الآراء، ويريحنا من قال وقيل، فما الذي يغضبك؟

ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[31 Jul 2008, 11:33 ص]ـ

الكلامُ المُلَوّن لأستاذنا الكريم:عبد الله جلغوم شفاه الله ووفقه لكل خير.

أستاذنا الفاضل الكريم:

أسأل الله تعالى بمنّه وكرمه أن يكتب لكم الشفاء العاجل وأن يزيدكم قوةً إلى قوةٍ ولا تخرجوا بعد العملية إلا وأنتم على أحسن حالٍ وأتمّ عافيةٍ إنه قريب مجيب الدعاء.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015