كل من انحرف عن أصل الفطرة السليم ودلالة العقل الصحيح فقد ضل , وقد كان عند القوم آثارة من علم الأنبياء قبلهم , وكل من تذكر اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في بحثه عن الحق , ومجافاته لعادات قومه , وانعزاله عنهم بتحنثه في غار حراء الليالي ذوات العدد = علم أن الله هداه إلى مالم يكن يعلمه من تفاصيل الحق وتمام الهداية.

ولو ذهبنا إلى أن الضلال على مراتب لزال اللازم والإشكال الذي ذكره أخي العرابلي؛ من نحو: الشرك والكفر وأفعال الجاهلية. فمن الضلال أشده وهو الكفر والشرك , ومنه ما دونه من أنواع الموبقات والصغائر وما لا ينفك عنه بشر , فمخالفة شيء من ذلك ضلال بحسبه.

وهذا التفاوت في مراتب الضلال كحال ألفاظ شرعية كثيرة في تنوعها كالكفر والشرك والفسوق ونحوها.

ـ[العرابلي]ــــــــ[27 Jul 2008, 11:24 م]ـ

كل من انحرف عن أصل الفطرة السليم ودلالة العقل الصحيح فقد ضل , وقد كان عند القوم آثارة من علم الأنبياء قبلهم , وكل من تذكر اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في بحثه عن الحق , ومجافاته لعادات قومه , وانعزاله عنهم بتحنثه في غار حراء الليالي ذوات العدد = علم أن الله هداه إلى مالم يكن يعلمه من تفاصيل الحق وتمام الهداية.

ولو ذهبنا إلى أن الضلال على مراتب لزال اللازم والإشكال الذي ذكره أخي العرابلي؛ من نحو: الشرك والكفر وأفعال الجاهلية. فمن الضلال أشده وهو الكفر والشرك , ومنه ما دونه من أنواع الموبقات والصغائر وما لا ينفك عنه بشر , فمخالفة شيء من ذلك ضلال بحسبه.

وهذا التفاوت في مراتب الضلال كحال ألفاظ شرعية كثيرة في تنوعها كالكفر والشرك والفسوق ونحوها.

أشكر للأخ نايف الزهراني على اهتمامه بالموضوع

تقسيم الضلال إلى مراتب بهذا الوضع سيلحق الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء منها

وهي مراتب لا يرضى الله عنها ولا يسلم صاحبها.

قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) القلم.

أما خلوة الرسول صلى الله عليه وسلم لم تكن إلا خلوة بالنفس ليس فيها عبادة ولا بحث عن الحق لأن كان فيه بعد عن أهل الكفر والشرك

قال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) الشورى

ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[30 Jul 2008, 05:57 ص]ـ

تقسيم الضلال إلى مراتب بهذا الوضع سيلحق الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء منها

أكثر ما يؤثر في تناول مثل هذه الموضوعات: الاعتقاد السابق على الاستدلال.

فأخي العرابلي وفقه الله جعل أصله في استحالة نسبة شيء من الضلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم أولاً , ثم حاكم الآيات بعد إلى هذا الأصل , وهذا خلاف منهج العلم والعدل , بل الواجب أن نأخذ النصوص الشرعية مأخذ الافتقار , ثم نعتمد في فهمها ما نعتمده في غيرها من كلام الله تعالى , ولا نتمحل لها تأويلات تزيل إشكالات نتوهمها في أكثر الأحيان.

تفسيرك أخي للضلال في الآية بأنه: (لما كان المشركون من أهل مكة مجتمعين على الكفر والشرك، فالخروج عنهم، ونبذ ما هم عليه، ومفارقة ما اجتمعوا عليه؛ يعد لغة ضلالاً ... فهذا الإثبات من الله بالحالة التي كان عليها نبيه باللغة التي نزل بها القرآن شهادة من الله تعالى بأنه كان مبرأً من الكفر والشرك الذي كان عليه قومه ... وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب الخلوة بعيدًا عن قومه، ومن ذلك خلوته في غار حراء.) , يؤكد ما قلته لك , ويناقض ما قَرَّرتَه أنت من وجوه:

أولاً: ما الذي أخرج رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ممَّا كان عليه قومه: أهو الوحي؟ أم العقل الصحيح والفطرة السليمة؟ والجواب بداهة: ليس هو الوحي , فماذا يكون إذاً؟!

ثانياً: قلت لك بأن الضلال مراتب , ومنها: الكفر والشرك. ولم ينسبه أحد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثالثاَ: أثبت أنت في كلامك هنا نوعاَ من الضلال للنبي صلى الله عليه وسلم -أيّاَ ما كان معناه عندك- , وهذا يناقض كلامك في ردِّك الأخير: (تقسيم الضلال إلى مراتب بهذا الوضع سيلحق الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء منها).

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015