وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا

ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[01 Jul 2008, 02:24 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإخوة الأفاضل: واجهت إشكالا عند رجوعي لأقوال العلماء في بيان معنى " مقيتا"، وخلاصته على النحو الآتي:

قال شيخ المفسرين:" قيل: إن منه قول النبيّ: " كَفَى بالمَرْءِ إثْماً أنْ يُضَيِّعَ مَنْ يُقِيتُ " في رواية من رواها: «يُقيت»: يعني من هو تحت يديه في سلطانه من أهله وعياله، فيقدر له قوته. يقال منه: أقات فلان الشيء يقتيه إقاتة، وقاته يقوته قياتة وقُوتاً، والقوت الاسم. وأما المُقِيتُ في بيت اليهودي الذي يقول فيه:

لَيْتَ شِعْرِي, وَأَشْعُرَنَّ إِذَا مَا =قَرَّبُوهَا مَنْشُورَةً وَدُعِيتُ

أَلِيَ الْفَضْلُ أَمْ عَلَيَّ إذا حُوسِبْتُ? = إِنِّي عَلَى الْحِسَابِ مُقِيتُ

فإن معناه: فإني على الحساب موقوف، وهو من غير هذا المعنى".

وهو ما ذكره الثعلبي 427هـ في كشفه بقوله:" أي موقوف عليه وقال الفرّاء: المقيت المقتدر أن يعطي كل رجل قوته". وكذا ابن عادل880هـ في لبابه بقوله:" فقال الطَّبَرِي: إنه من غَيْر هَذا [المعنى المتقدِّم، فإنه بمَعْنَى الموقوف،] فأصْل مُقِيت: مُقْوِت كمُقِيم.

لكني وجدت بعض كبار المفسرين كابن عطية546هـ في محرره الوجيز، يقول " فقال فيه الطبري: إنه من غير هذا المعنى المتقدم، وإنه بمعنى موقوت، قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا يضعفه أن يكون بناء فاعل بمعنى بناء مفعول. ".

وقال أبو حيان754هـ:" وقال الطبري في قوله: إني على الحساب مقيت، إنه من غير هذه المعاني المتقدّمة، وإنه بمعنى موقوت. وهذا يضعفه أن يكون بناء اسم الفاعل بمعنى بناء اسم المفعول".

فكيف يرد النص عن شيخ المفسرين بلفظة" موقوف" ويرد عن ابن عطية، وأبي حيان بلفظة "موقوت" منسوبا إليه.

ثم من هو القاضي (أبو محمد) الذي عناه ابن عطية؟

وما مدى صحة رده بقوله:" وهذا يضعفه أن يكون بناء اسم الفاعل بمعنى بناء اسم المفعول"؟

وجزاكم الله خيرا.

ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[08 Jul 2008, 01:20 ص]ـ

ألا يحتمل وجود تصحيف؟.

وأيمكن أن يكون (أبو محمد) هو ابن رشد595 هـ - رحمه الله-؟ فقد كان يُلقب: قاضي القضاة، في زمانه.

ـ[عائشة علي]ــــــــ[12 Jul 2008, 03:44 م]ـ

يُمكن مُراجَعة الرّدّ الَّذي كتبتُه في "ملتقى أهل اللغة"، وقد قلتُ فيه:

(أمَّا ما جاءَ في نصِّ ابن عطيَّة: (قال القاضي أبو محمَّد رحمه الله)؛ فالمعنيُّ به: ابنُ عطيَّة نفسُه، ويكثرُ مثلُ ذلك في مُصنَّفاتِ المتقدِّمين، ولعلَّه من فِعْلِ النُّسَّاخ) انتهى.

والله تعالَى أعلم.

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Jul 2008, 05:28 م]ـ

قول ابن جرير: "فإن معناه: فإني على الحساب موقوف، وهو من غير هذا المعنى". يقصد به تفسير الشاهد في البيت الأخير الذي أورده وهو قول الشاعر:

"إِنِّي عَلَى الْحِسَابِ مُقِيتُ"

أما تفسيره للمقيت في الآية فقد ذكره قبل ذلك، حيث قال: (قال أبو جعفر: والصواب من هذه الأقوال، قولُ من قال: معنى"المقيت"، القدير.)

ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[14 Jul 2008, 01:07 ص]ـ

يُمكن مُراجَعة الرّدّ الَّذي كتبتُه في "ملتقى أهل اللغة"، وقد قلتُ فيه:

(أمَّا ما جاءَ في نصِّ ابن عطيَّة: (قال القاضي أبو محمَّد رحمه الله)؛ فالمعنيُّ به: ابنُ عطيَّة نفسُه، ويكثرُ مثلُ ذلك في مُصنَّفاتِ المتقدِّمين، ولعلَّه من فِعْلِ النُّسَّاخ) انتهى.

والله تعالَى أعلم.

جزاك الله خيرا أختي الفاضلة.

ثم أن يقول:" قال أبو محمد .. " فلا إشكال، وكما تفضلتي فقد اعتدناه في مصنفات المتقدمين؛ إنما أن يقول:" قال القاضي فلان " ويعني نفسه، أظن أن الأمر يحتاج إلى تحقق أكبر.

ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[14 Jul 2008, 01:11 ص]ـ

قول ابن جرير: "فإن معناه: فإني على الحساب موقوف، وهو من غير هذا المعنى". يقصد به تفسير الشاهد في البيت الأخير الذي أورده وهو قول الشاعر:

"إِنِّي عَلَى الْحِسَابِ مُقِيتُ"

أما تفسيره للمقيت في الآية فقد ذكره قبل ذلك، حيث قال: (قال أبو جعفر: والصواب من هذه الأقوال، قولُ من قال: معنى"المقيت"، القدير.)

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل.

ـ[عائشة علي]ــــــــ[14 Jul 2008, 09:38 ص]ـ

جزاك الله خيرا أختي الفاضلة.

ثم أن يقول:" قال أبو محمد .. " فلا إشكال، وكما تفضلتي فقد اعتدناه في مصنفات المتقدمين؛ إنما أن يقول:" قال القاضي فلان " ويعني نفسه، أظن أن الأمر يحتاج إلى تحقق أكبر.

لا أشكُّ في أنَّ المعنيَّ هو ابنُ عطيَّة نفسه -رحمه الله-، وقد قلتُ في ردِّي السَّابق: (لعلَّه من فعلِ النُّسَّاخ)، ومَن تتبَّعَ مُصنَّفَ ابنِ عطيَّة؛ يجد هذه العبارةَ مُتكرِّرة، ويُراجع -على سبيل المثال- الرابط التالي:

http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=49818

بل كما قلتُ سابقًا: (يكثُر مثلُ ذلك في مُصنَّفاتِ المتقدِّمين)؛ فنجدُ -مثلاً- في كتاب " العواصم من القواصم " للقاضي أبي بكر بن العربي -رحمه الله-: (قال القاضي أبو بكر -رضي الله عنه-)، وتتكرَّر هذه العبارة في كتابه، والمعنيُّ بها هو المؤلِّفُ نفسه.

ويُمكِن تتبُّع مُصنَّفاتٍ أخرَى للوقوفِ على مثل ذلك.

والله الموفِّق.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015