هل تعلم أن العلماء المسلمين في الغرب اليوم في جميع المجالات العلمية لو اجتمعوا في بلد إسلامي وأعطيت لهم فرصة البحث وترجمت بحوثهم إلى واقع عملي لسبق هذا البلد الغرب بمسافات؟

أخي الكريم إبراهيم أرجو أن تقرأ التأريخ والواقع حتى تكتب على بصيرة.

وفقك الله ورفع قدرك.

ـ[مرهف]ــــــــ[15 Nov 2009, 05:09 م]ـ

أخي الكريم إبراهيم:

أعيد فأقول: ما يهمني في القضية هنا هو صحة المثال وواقعيته بصرف النظر عن كون المشتغلين بالإعجاز العلمي يقولون به أم لا.

أما عن اختلاف المعلومات المتوفرة حول قضية كونية فهذه مما يستدل بها من يعترض على هذا المنهج من التفسير، والحقيقة فإن هذا الاعتراض يصح من جهة الفرضيات الأولية وكذلك النظريات التي لا يتوافر لها دلائل تثبتها، أما النظريات الراجحة والمشاهدات الكونية فهذه لا تتغير بمعنى أنها يظهر كذبها أو عدم صحتها وإنما التغيير الذي يطرأ عليها تغييراً نسبياً إما بزيادة المعلومات على ما سبقها أو بتعديل بعض التفصيليات على النظرية الكونية، وأعطيك مثالاً على ذلك بنظرية النسبية فإن ما جاء بعدها من نظريات لم يكذب نظرية النسبية وإنما زاد عليها وعدل بعض تفصيلاتها، ولذلك يجب على من يشتغل في التفسير العلمي والإعجاز العلمي واعياً للتفريق بين المصطلحات العلمية وترتيبها على نحو ما قلته في مشاركة بعنوان (أبحاث الإعجاز العلمي ذات طابع جماعي).

وعلى فرض التسليم بتغيير المعلومات كلياً وانقلابها من حق إلى باطل في المستقبل، فما هو نسبة هذا الاحتمال في الواقع على النظريات والمشاهدات الكونية!!، وهل يعني ذلك ترك استخدام العلوم المتوافرة في بيان القرآن ما دامت داخلة ضمن الدلالة القرآنية - وهي محتملة لها -؟!

كما أن السلف الصالح رضي الله عنهم وبعض المفسرين استخدموا ما توفر لديهم من معارف في تفسير القرآن وقد تغير بعضها فهل تقول بإثمهم .. ، طبعاً لا لأن المفسر مجتهد فله أجر إن أخطأ وأجران إن أصاب.

إن العلوم التي نقرأها اليوم في مجالات الطب والفلك والفيزياء واللسانيات و .. يا إخواني لم تبدأ من عصر النهضة الأوربية كما دأب الاستشراق والعلمانيون على تعزيز هذه الفكرة بل إن كثيراً من المعارف التي نقرأها لم تتغير منذ قرون ولكن بدل من أن تنشر باسم أبي بكر الرازي والفارابي وابن حيان صارت تنشر باسم جورج وأنطوان وفيليب والله أعلم.

ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 Nov 2009, 11:44 م]ـ

كما أن السلف الصالح رضي الله عنهم وبعض المفسرين استخدموا ما توفر لديهم من معارف في تفسير القرآن وقد تغير بعضها فهل تقول بإثمهم .. ، طبعاً لا لأن المفسر مجتهد فله أجر إن أخطأ وأجران إن أصاب.

.

جزاك الله خيرا على هذا الإيضاح.

ولكن ماذا تغير من المعارف التي استخدمها السلف في تفسيرهم للقرآن الكريم؟

هذا هو نقطة الخلاف بين دعاة الإعجاز والمعارضين له.

ففي حين يرى أصحاب الإعجاز أن هناك حقائق كونية ظهرت وصارت بمثابة المسلمات والمشاهدات، وأن اللفظ القرآني يدل عليها بإحدى الدلالات المعتبرة شرعا، يرى مخالفوهم - وأنا منهم - أن الموجود الآن من كتابات حول الإعجاز العلمي - حسب اطلاعي - فيه ملاحظتان:

1 - أن تلك "الحقائق" الكونية معرضة للنسف من جديد؛ بدليلين:

أ - قياسها على غيرها مما كان يقال فيه إنه "حقائق كونية" قبل فترة وجيزة ثم صار الآن من الماضي، والأمثلة كثيرة.

ب - أن الكتاب المعنيين بهذا الشأن في كل يوم يطلعون على المجلات والقنوات وينسفون بعض تلك التصورات عن الكون وحقيقته، وغير ذلك.

2 - أن اللفظ القرآني لا يدل على تلك الحقائق إلا بطريق التعسف والتكلف ولي أعناق النصوص.

وأظن أن مسألة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم يحسمها مثال واحد تتوفر فيه الشروط التالية:

1 - أن يكون يدل على حقيقة كونية واضحة لا لبس فيها تم التحقق منها عن طريق علماء مسلمين ثقات؛ غير منجرين وراء كل جديد، ويفهمون عداوة الكفار للمسلمين ومكرهم للإسلام؛ فينظرون إلى ما يقولون لهم نظرة شك وارتياب حتى يقوم دليل واضح لا لبس فيه على صحته، وهذا التثبت مأمور به حتى مع فساق المسلمين فكيف بالكفار وفيما يتعلق بدين الله.

2 - أن يكون اللفظ القرآني يدل على تلك الحقيقة العلمية دلالة معتبرة شرعا.

3 - أن لا يتعارض ذلك الفهم مع ما فهم السلف الصالح من تلك الآية.

وإلى أن يوجد هذا المثال سيظل في نفوس معارضي الإعجاز شيء منه.

وفقك الله وجزاك خيرا على طرح هذا الموضوع وسابقه.

ـ[مرهف]ــــــــ[16 Nov 2009, 12:15 ص]ـ

أخي الكريم:

حبذا لو تذكر لي مثالاً أو اثنين مما قيل بأنه حقيقة علمية وتذكر من قال بذلك وتذكر من كان يستخدمها من المشتغلين في الإعجاز العلمي ثم نسفت هذه الحقيقة إلى ما يضادها ويلغيها وإلا كان كلامك دعوى بدون بينة.

لا أحد ينكر أن هناك تعسفاً من بعض المشتغلين في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم لعدم ملكتهم الشرعية في طرق الاستنباط وحبذا لو اطلعت على مشاركتي في الملتقى بعنوان (كلمة للمشتغلين بأبحاث الإعجاز العلمي في القرآن)، ولكن أريد منك أخي إبراهيم أن تكون في ما ترسم له من اشتراطات عملياً وليس نظرياً، فما تراه أخي الكريم من شروط لقبول الإعجاز العلمي إنما هي شروط تريدها أنت لتقبل أنت الإعجاز العلمي في القرآن ولكن هذه الشروط تحتاج منكم لإعادة نظر، فهي لا تؤخذ على عمومها هكذا فالعلم التطبيقي والتجريبي ليس من شرطه الإسلام، وتفسير السلف أنواع والأمر يحتاج لتفصيل طويل، بارك الله بكم ونفعني وإياكم والله أعلم.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015