قوله: ((ولا يخرج شيءٌ عن مشيئته)): والمشيئة مرادفة للإرادة الكونية.
والإرادة إرادتان:
- الإرادة العامة، وهي التي بمعنى: المشيئة، وتُسمى: الإرادة العامة، أو الإرادة الكونية، وهذا النوع من الإرادة لا يستلزم المحبة، بل تشمل ما يحبه الله، وما يسخطه.
ومن أدلة هذا النوع من الإرادة؛ قوله تعالى: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [البروج:16]، وقوله تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام:125]، وقوله تعالى: {إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ} [هود:34]، إلى غير ذلك من الأدلة.
- الإرادة الشرعية: وتأتي هذه الإرادة متضمنة للمحبة، ومستلزمة لها، ومختصة بها.
ومن أدلة هذا النوع: قول الله تبارك وتعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة:158]، وقوله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ} [الأنفال:67].
قوله: ((وليس في العالم شيءٌ يخرج عن تقديره، ولا يصدر إلا عن تدبيره)): فكل ما في هذا الكون، وما في هذا الوجود؛ يسير بتقدير الله وتدبيره.
قوله: ((ولا محيد لأحد عن القدر المقدور)): كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في وصيته لابن عباس - رضي الله عنه -: ((واعلم أن الأمة لو