موسى، وأصرح منها في الدلالة قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء:164]، وفيها: أن الله ناداه، وفيها أنه ناجاه، فكلمه نِداء ونِجاء، وهذا إنما يكون بصوت، وهذا هو الأصل، وجاء في المتفق عليه أن الله سبحانه وتعالى يقول: ((يا آدم! ...)) (?) فينادى بصوت.
ويُستشهد بما ذكره المؤلف من أثر ابن مسعود - رضي الله عنه -، وحديث عبدالله بن أنيس الذي يقول فيه المؤلف: ((رواه الأئمة واستشهد به البخاري)).
وأهل السنة متفقون على أن الله يتكلم بصوت، يسمعه من شاء، وأن موسى - عليه السلام - سمع كلام الله من الله، وأن الملائكة تسمع كلام الله إذا تكلم بالوحي، فيسمعونه ويأخذهم من ذلك صعق وغشي.
وأما الأثر الذي ذكره في قصة موسى؛ وتكليم الله له، فهو خبر إسرائيلي لا يعول عليه في شيء، فقد يكون في بعضه ما هو حق، كسماع موسى لكلام الله؛ فهذا حق لا شك فيه، ولا نحتاج في إثباته إلى هذا الأثر، والمؤلف استشهد به لإثبات مسألة الصوت.
فموسى - عليه السلام - سمع كلام الله بلا واسطة؛ ولكن من وراء حجاب، حيث قال: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ