يخطر بباله؛ بل ويعلم ويعتقد أن الله في السماء، فوق جميع المخلوقات، ويعلم ويعتقد بأنه سبحانه له هذه الصفات الذاتية والفعلية، فكل هذا يؤمن به ويعتقده، لكن الشأن فيما يخطر بالبال من الكيفيات، وما يتخيله الإنسان؛ فإن الله تعالى بخلاف ذلك، لأن العبد إنما يتخيل في حدود ضيقة، مما يحسه وما يشاهده ونحو ذلك، وكيفية ذاته وصفاته بخلاف كيفية ذات وصفات المخلوقين، وقد عَلِمْنا أن الخوض في الكيفية يستلزم التمثيل، فالتشبيه يستلزم التمثيل، ولا يمكن للمرء أن يفكر في ذات الله سبحانه، لأن الكيف مجهول.
ومن ذلك قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5]، وقوله: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك:16]}، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ربَّنا الله الذي في السماء تقدَّس اسمك))، وقال للجارية: ((أين الله؟)) قالت: في السماء. قال: ((اعتقها فإنها مؤمنة))، رواه مالك بن أنس، ومسلم، وغيرهما من الأئمة، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لحُصَين: ((كم إلهاً تعبد؟)) قال: سبعة؛ ستة في الأرض، وواحداً في السماء، قال: ((ومن لرهبتك ورغبتك؟)) قال: الذي في السماء. قال: ((فاترك الستة، واعبد الذي في السماء، وأنا أعلمك دعوتين)). فأسلم وعلمه النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقول: ((اللهم ألهمني رشدي، وقني شر نفسي))، وفيما نقل من علامات النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في الكتب المتقدمة: أنهم يسجدون بالأرض، ويزعمون