تكلم ببدعة ودعا الناس إليها: هل علِمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي؛ أو لم يعلموها؟ قال: لم يعلموها. قال: فشيء لم يعلمه هؤلاء أعلمته أنت؟ قال الرجل: فإني أقول: قد علموها. قال: أفَوسِعَهم ألا يتكلموا به ولا يدعوا الناس إليه؛ أم لم يَسَعْهم؟ قال: بلى وَسِعَهم. قال: فشيءٌ وَسِع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخلفاءه لا يسعك أنت؟ فانقطع الرجل، فقال الخليفة: -وكان حاضراً- ((لا وسَّع الله على من لم يَسَعْه ما وسعهم)).
وهكذا من لم يسعه ما وسع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه والتابعين لهم بإحسان، والأئمة من بعدهم، والراسخين في العلم، من تلاوة آيات الصفات، وقراءة أخبارها، وإمرارها كما جاءت؛ فلا وسَّع الله عليه)): على كل حال لا شك أن هذا الكلام السديد من الأذرمي -رحمه الله- في الرد على هذا المبتدع، من أن ما يتكلم به هذا المبتدع لم يتكلم به النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أصحابه ولا التابعون له بإحسان، فلماذا تتكلم به يا (فلان) وتدعيه وتدعو الناس إليه؟
فكان هذا الرد مفحماً له في اعتراضه الأول، حيث انقطع المبتدع ولم يحر جواباً، فأقره في المرة الأولى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعلمها، ثم تراجع وأقر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - علمها لكن وسعه السكوت