الصفات، في كتاب الله، وسنة رسوله، من غير تعرض لتأويله)): أي: وعلى هذا الأصل العظيم الذي بيَّنه الإمام أحمد رحمه الله، والإمام الشافعي رحمه الله: درج السلف، وأئمة الخلف، درجوا على ((الإقرار)): وهو الإيمان بما أخبر الله به عن نفسه، وما أخبر به عنه رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
((والإمرار)): وهو إجراؤها على ظاهرها، دون التعرض لكيفياتها، كما جاء في الآثار: نمرها كما جاءت بلا كيف، لكن مع إثبات ما تدل عليه من المعاني.
وبهذا نعلم: أن الموفق رحمه الله في هذا الكتاب: لا يريد أن مذهب السلف هو التفويض، بل مذهبهم كما ذكر -رحمه الله-: ((الإقرار، والإمرار، والإثبات لما ورد من الصفات))، مما وصف الله به نفسه، أو وصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وهذا هو منهج السلف الصالح، ومن سار على نهجهم.
وأما أهل التفويض الباطل فهم لا يثبتون الصفات، بل يفوضون معاني النصوص، ويقولون: هذه النصوص لا يُفهم منها شيء.
((من غير تعرض لتأويله)): من غير صرف لها عن ظواهرها بلا دليل ولا حجة، وهذا هو التحريف، أن يُصرف المعنى عن ظاهره من غير دليل، ولم يقل -رحمه الله-: ((من غير فهم لها))، بل تفهم على وجهها الذي جاءت به، ولا تصرف عنه بلا دليل ولا حجة؛ كما هي طريقة الخلف المنحرف.