العلم الذين أثنى الله عليهم في كتابه المبين بقوله سبحانه وتعالى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [آل عمران:7].
الشرح
قوله: ((موصوف بما وصف به نفسه في كتابه العظيم، وعلى لسان نبيه الكريم)): هذا هو الواجب في باب الأسماء والصفات، فهو سبحانه مستحق لصفات كماله التي وصف بها نفسه، أو وصفه بها رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فهو سبحانه مستحق لهذه الأوصاف على ما يليق بجلاله، وأهل السنة يؤمنون بهذا الأصل؛ فيصفون الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم -، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، ولا إلحاد في أسماءه ولا صفاته وآياته.
قوله: ((وكل ما جاء في القرآن، أو صح عن المصطفى - عليه السلام - من صفات الرحمن وجب الإيمان به)): وهذا كلام عظيم جامع من المصنف -رحمه الله-، فكل ما جاء في الكتاب والسنة من صفاته تعالى؛ مما أخبر به عن نفسه في كتابه، أو أخبر عنه نبيه - صلى الله عليه وسلم - وهو أعلم الخلق به- وجب الإيمان به، وهذا هو الواجب في باب الأسماء والصفات، وهذا مقتضى الإيمان بالله، وكتابه، ورسوله.
قوله: ((وتلقيه بالتسليم والقبول)): وهذا من الواجب -أيضاً- في باب الأسماء والصفات، وهو تلقيها بالتسليم والقبول، على مراد الله ورسوله، والإيمان به، وبأنه الحق، دون معارضة، ولا حرج، ولا توقف، ولا تردد.