فلا يمكن للعقول أن تصفه، ولا أن تكيِّفَه بالتفكير، بل لا يجوز التفكر في ذاته، ولا في كيفية صفاته، لأن الكيفية محجوبة، ولا سبيل إلى معرفة كيفية ذاته ولا صفاته، فلا يجوز التفكير فيها، وقد جاء في الأثر عن ابن عباس - رضي الله عنه -: ((تفكروا في مخلوقات الله، ولا تفكروا في ذات الله)) (?)، تفكروا في مخلوقات الله: من آياته الكونية، لتهتدوا بها إلى معرفة الله، ولكن يجوز التفكير في كيفية صفاته، من أنه سبحانه وتعالى موصوف بالعلم والقدرة ونحوها، فنتفكر في كمال قدرته، والتفكر في المخلوقات: يتضمن التفكر في صفاته، وفي معانيها.

والتفكر في ذات الله أو صفاته: لن يوصل إلى شيء، لأن العقول لا تبلغ ولا تصل إلى معرفة كيفية ذاته، أو كيفية صفاته.

قوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى:11]: هذه الآية من كتاب الله تعالى تضمنت الدلالة على الحق، ورد الباطل، ففي قوله: {ليس كمثله شيء} رد للتشبيه والتمثيل، وقوله: {وهو السميع البصير} رد للإلحاد والتعطيل، ففيها رد على المشبهة، وعلى المعطلة.

وفيها الدلالة على المذهب الحق، وهو: إثبات الصفات لله سبحانه وتعالى على ما يليق به، إثباتاً بلا تشبيه، وتنزيهاً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015