قوله: ((جل عن الأشباه والأنداد)): جل: يعني: عظم وارتفع سبحانه وتعالى، وهي كلمه تنزيه، مثل كلمة: (تعالى)، وكلمة: (تبارك).
فهو منزه عن الأشباه والأنداد، فليس له شبيه ولا ند، كما قال تعالى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة:22]، وقال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا} [البقرة:165]، وقال سبحانه: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم:65]، وقال جل وعلا: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص:4].
جل عن الأشباه والأنداد، فلا شبيه له، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى:11]، فلا كفؤ له، ولا ند له، ولا شبيه له.
قوله: ((وتنزه عن الصاحبة والأولاد)): تنزّه وجلّ كلمتان متقاربتان في المعنى.
وقال الله تعالى عن الجن: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا} [الجن:3]، وقال سبحانه وتعالى: {أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ} [الأنعام:101]، وقال جل وعلا: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} [الإخلاص:3]، وقال تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ} [المؤمنون:91]، والآيات الدالة على تنزيهه سبحانه كثيرة.
وقد رد الله تعالى على اليهود والنصارى والمشركين في نسبة الولد إليه، ووصف ما قالوه بأنه إفك، وأن إثبات ذلك مخالف للعقل والشرع، كما في قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ