وهو تقوية المعنى في النفس, وقصد رفع الشك عن الحديث, أو المحدث
عنه, فتقوية المعنى في النفس يشمل: التوكيد بالقسم, و"إن" و "اللام"
وغيرها, وقصد رفع الشك عن الحديث يشمل: توكيد الفعل بالمصدر,
وتأكيد عامل الحال بها, وقصد رفع عن المحدث عنه: هو المقصود
بالتبويب هنا, وهو التابع الرافع توهم النسبة إلى غير المتبوع, أو إلى بعضه,
فالتابع جنس يشمل التوابع, وما بعده فصل مخرج لسائرها, وتقسيم رفع
التوهم يشمل: "جاء زيد نفسه" و"جاء القوم كلهم".
(بالنفس أو بالعين الاسم أكدا ... مع ضمير طابق المؤكدا)
بدأ الكلام عن التأكيد المعنوي, وقدم ما سبق لرفع توهم المجاز عن ذات
المسند إليه, وهو لفظ "النفس" ولفظ "العين" ويؤكد بهما مفردين
ومجتمعين, تقول: "جاء الأمير" فيحتمل مجيء خبره أو ثقله, أو الإخبار
بقرب مجيئه, فإذا أكدت بأحدهما أو بهما ارتفع ذلك الاحتمال.
ويؤكد بهما الاسم المفرد, ويلزم إضافتهما إلى ضمير مطابق له في
التذكير والتأنيث, نحو: "جاء زيد نفسه" و "رأيت هنداً عينها" وإن كان
المؤكد ضميرا طابقه في التكلم, أو الخطاب, أو الغيبة, نحو: