كما تركت تلكم الزوايا ثروة هائلة من المخطوطات والمؤلفات مثل الشروح للكتب الفقهية وغيرها من فنون العلم ومثل القصائد الشعرية والدواوين الأدبية مما هو موجود في الخزائن العلمية.
إن التعليم الدينى هو الذي حول شعبنا الجزائري المسلم إلى طود شامخ البنيان راسخ الأركان متماسك الأجزاء لا تهزه العواطف ولا تزعزعه الحوادث، وقد لمسنا هذا وشاهدناه في مواقفه الثابتة في الظروف الحالكة. ومن العادات الحسنة أن الطالب إذا أتقن فناً من الفنون العلمية يمنح إجازة من طرف شيخه بمقتضى ذلك، وحيث أن سنة القراءة قراءة القرآن تلقيها من أفواه الرجال كانت هذه السنة سارية المفعول في الأقطار التواتية التي منها المناطق التي يسكنها الفلانيون.
الأوقاف سارية المفعول، فمنها ما هو موقوف على المساجد ويصرف في مصالحها مثل: النخيل، مياه الفقاقير، الديار، الكتب، ومنها ما يكون وصية من بعض المحسنين بنخلات أو حبات من الماء على إنارة المساجد وفطور صيام رمضان عند المساجد.
ومنهم من يوصي على غلات ما عقار يصنع من تلك الغلة طعاماً يطعم منه الفقراء والمساكين والقراء والجيران والأقارب في كل سنة وهذه العادة لا زالت جارية عند الفلانين وغيرهم.
ومنها الوصية بإطعام المدارس القرآنية بالتمر في شهر ماي (مارس) وهذه العادة قد اختفت من سنين.