نضفي على هذين الموضوعين مقتطفات من كتابنا الرحلة العلية من خلال الصفحات (323 - 336) الجزء الأول كما تتناول هاته المقتطفات طرق التدريس:
لقد فكر السلف ومن بعدهم الخلف في تأسيس هذه المؤسسات الدينية والمراكز العلمية التي عرفت عبر العصور بالزاوية القرآنية وكانوا يشرفون على شؤونها وينشرون العلم والمعرفة بين جنباتها قديماً في وقت كانوا يعانون فيه من المسغبة والمجاعة الشيء العظيم، ولكنهم كانوا أقوياء بإيمانهم، وأقوياء في إرادتهم، فأسسوا المدارس وابتكروا لها نظاماً باهراً جعلها تعطي الثمرة المرجوة منها في أمد قليل ولقد ساعدها على أداء مهمتها عدم تحديد سن الدخول فهي لا تعتبر ذلك بل تستقبل كل من يرتادها من الطلبة ابتداء من السنة الرابعة من عمر الطفل إلى أن يبلغ ثمانين سنة والباب مفتوح على مصراعيه وهكذا لو انقطع عن الدراسة وأراد مواصلتها لا يمنع من ذلك.
تفتح المدارس القرآنية أبوابها في كل يوم من صلاة الصبح إلى قرب الزوال، ثم تغلق للاستراحة ثم تفتح أبوابها بعد صلاة الظهر إلى اصفرار الشمس، وبعد صلاة المغرب والفراغ من الحزب اليومي إلى صلاة العشاء.