توات الغربية، وهي تصنع من اللحم والبصل والتوابل، توضع في القدر وتجعل في وسط النار ويحضر لها حطب من الخشب، ثم الكسرة وبعد الطهي يجتمعان في قدح من الطين أو الحديد، وإلى جانب هذه المواد يأتي التمر فلا يستغنى عنه بها، وكان في الزمن السابق هو أكثر طعام أهل المنطقة، ولهذا كان علماء المنطقة يقولون: إن زكاة الفطر تعطى من التمر، لأنه آنذاك كان هو غالب قوت أهل المنطقة، وقد كان الشيخ حمزة الفلاني يقول في خطبة عيد الفطر: "وغالب قوتنا التمر فلا يجب علينا سواه".
ويؤكل في الخريف رطباً، وبعده يؤكل يابساً بعد أن يهرس ويصير قطعاً رقيقة جداً، يسمى بالعامية "السفوف"، وكذلك يصبر ويسمى "البطانة"، وفي هذا الزمن صار يستورد التمر من الصحراء الشرقية- أي الواحات- لأن تمر المنطقة صار لا يغطي الحاجة.
وللتمر أنواع كثيرة، وكذلك النخيل، ولقد ذكرنا هذا الموضوع في كتابنا الرحلة العلية الجزء الأول (75 - 77) فليراجع.
يرتدي الجزائريون في المدن الملابس العصرية، كما يرتدي بعضهم الأزياء التقليدية التي تشكل النمط السائد في الأرياف، وأهم الملابس التقليدية للرجال البرنوس والقشابية، المصنوعان من الصوف والوبر، أما النساء، فيرتدين الحايك أو الملاية، وهو حجاب من القطن الأبيض أو الأسود يغطي كل أجزاء الجسم والوجه.