فكان الشيخ رشيد رضا لا يلتزم بمذهب فقهي معين، فكانت له بعض الآراء الفقهية الجريئة، والتي قد يكون بعضها لم يسبقه إليها أحد، وقد يكون بعضها مخالفاً للإجماع.
وسوف أذكر هنا بعض هذه الآراء ولكن بشكل موجز مع الرد عليها بشكل سريع ومختصر؛ لكي لا أخرج عن صلب موضوع الرسالة، ولكي يتضح منهجه الفقهي في ذهن القارئ:
وهي قوله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا}. (?)
متبعاً في ذلك قول أستاذه وشيخه محمد عبده حيث يقول، «قال الأستاذ الإمام: المعنى أن حكم المريض والمسافر إذا أراد الصلاة كحكم المحدث حدثاً أصغر أو ملامس النساء ولم يجد الماء، فعلى كل هؤلاء التيمم فقط. (?)
فالشيخ رشيد رضا يرى أن التيمم مباح للمسافر مع وجود الماء، وهذا القول لم يسبق أن قال به أحد، بل إن الإجماع منعقد على خلافه، فالتيمم إنما يباح عند فقد الماء أو عند عدم القدرة على استعماله. (?)