والآبار" (?)، ونتيجة هذه الظواهر الطبيعية "وقع الغلاء والقحط" (?) و"مات الناس جوعًا حتى أكلوا الكلاب" (?)، بينما بالغ السلاطين والوزراء في الترف والبذخ إلى حد الإسراف والمجاهرة بالمنكرات كما حدث عندما "ولدت ابنة قاروت من السلطان مسعود ولدًا ذكرًا فعلقت بغداد وظهرت المنكرات" (?). فاحتج بعضهم مثل الزاهد ابن الكواز على ذلك قائلا "إن أزلتم هذا وإلا بتنا في الجوامع وشكونا إلى الله تعالى فحطوا التعاليق فمات الولد" (?). كذلك كانت لهم مظاهر اجتماعية مختلفة في احتفالات الزواج والولادة والختان وفي الاحتفال بالخليفة الجديد. وقد جرت العادة عند تنصيب الخليفة "نثر الدنانير" (?) وإقامة الولائم "عند الختان" (?) وغلق الأسواق "عند الموت" (?).
ومما سبق نرى أن الظواهر الطبيعية وما نتج منها من المجاعة والأمراض وإسراف الطبقات المترفة في المجتمع، وما نتج عنه من الفوضى والفساد، بالإضافة إلى تقديس العادات والتقاليد الموجودة في المجتمع، كل ذلك أدى إلى عدم استقرار الوضع الأمني والاقتصادي في البلاد، كما أدى إلى وجود الطبقية (?) بين الأفراد، فالطبقات الخاصة وقوامها الخلفاء والأمراء والقادة والوزراء، والطبقات العامة تضم العلماء والصنّاع والكسبة والتجار والمفسدين في المجتمع كفئة العيارين، الذين كثر فسادهم "ففتكوا وقتلوا ودخلوا إلى دكاكين البزازين يطالبونهم بالذهب ويتهددونهم بالقتل" (?)، كذلك ساعدت هذه الأوضاع