اختلفت الظواهر الأخلاقية في المجتمع، ما بين الأمن والاستقرار النسبي عند بعض الخلفاء، وانتشار الفساد بأنواعه من ظلم ورشوة وخمر وسلب ونهب عند بعضهم الآخر. والمظاهر الأخلاقية الموجودة في المجتمع، كانت نتيجة أسباب عدة منها: الاضطراب السياسي والحروب بين السلاطين، وما يترتب عليه من فوضى وفساد كما حدث عندما "قدم السلطان مسعود (?) في ربيع الآخر من سنة (538 هـ)، فنزل أصحابه في دور الناس وتضاعف فساد العيارين (?) بدخوله، وكثرت الكبسات والاستقفاء نهارًا ونقل الناس رحالهم إلى دار الخلافة وباب المراتب، وكان اللصوص يمشون بثياب التجار في النهار فلا يعرفهم الإنسان حتى يأخذوه" (?).
كذلك احتفال سلاطين السلاجقة بأفراحهم، كان عاملًا من عوامل انتشار الفساد كما حدث في زواج السلطان مسعود من ابنة دبيس، عندما أمر وزيره "بأن تعلق بغداد سبعة أيام .. فظهر بالتعاليق فساد عظيم، بضرب الطبول والزمور والحكايات وشرب الخمر ظاهرًا" (?)، وكما حدث في الاحتفال بقدوم المولود، "عندما ولدت ابنة دبيس للسلطان مسعود ولدًا ذكرًا فعلقت بغداد، وأخذ الناس في اللعب سبعة