دولة بني عُبيد" (?) واستمر الأيوبيون في قمع انتشار الفرنجة في الدولة الإسلامية.

ويعتبر الناصر لدين الله الذي تولى الحكم بعد أبيه المستضيء، آخر الخلفاء الذين عاصرهم ابن الجوزي، وكانت "مدة حياته في عز وجلالة، وقمع الأعداء، واستظهار على الملوك، ولم يجد ضيمًا، ولا خرج عليه خارجي إلا قمعه، ولا مخالف إلا دفعه، وكان شديد الاهتمام بمصالح الملك، ولا يخفى عليه شيء من أحوال رعيته كبارهم وصغارهم، وكان قد ملأ القلوب هيبة وخيفة، فكان يرهبه أهل الهند ومصر كما يرهبه أهل بغداد، فأحيا بهيبته الخلافة، وكانت (الخلافة) قد ماتت بموت المعتصم، ثم ماتت بموته" (?).

ومجمل القول أن القرن السادس الهجري كان صورة صادقة عن ضعف الدولة العباسية من حيث زوال هيبة الخلافة وتعدد الخلفاء وتناحرهم وتفشي الفرق الباطنية ووقوع المقدسات الإسلامية في يد الصليبيين ثم تحررها على يد صلاح الدين الأيوبي.

موقف ابن الجوزي من تلك الأحداث السياسية:

عاصر ابن الجوزي تلك الأحداث السياسية بقوتها وضعفها .. حروبها وسلمها .. فما موقفه منها؟

ومن خلال استعراضنا أهم الأحداث السياسية التي عاصرها ابن الجوزي في مدة حياته، لم يتضح لنا موقفه تمامًا فيما سبق عرضه، ولكن من خلال كتابه المنتظم في تاريخ الملوك والأمم نلاحظ الآتي:

1 - علاقة ابن الجوزي بهؤلاء الخلفاء كانت طيبة وعلى الأخص بالمستضيء الذي أهدى إليه ابن الجوزي كتابيه المصباح المضيء في دولة المستضيء وكتاب النصر على مصر.

2 - كان له دور في محاربة البدع، إما عن طريق الكتابة أو مجالس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015