قبل عرض النتائج التي توصلت إليها الباحثة في أثناء دراستها وتحليلها وتقويمها ومقارنتها لآراء ابن الجوزي التربوية، لابدَّ من وقفة .. لتلخيص موجز لكل المعلومات التي قُدّمت في الأبواب السابقة، حتى تعطي القارئ فكرة واضحة عنه، يستطيع من خلالها ربط هذا التلخيص بالنتائج، ليدرك أبعاد هذه الدراسة وأهميتها وما توصلت إليه، ومدى الاستفادة منها.
فهذه الدراسة التربوية لفكر ابن الجوزي، وضحت نظرته للطبيعة البشرية، التي تؤمن بفطرتها بوجود خالق للكون، وأنه لم يخلقه عبثًا، وإنما خلقه لعبادته وحده دون سواه.
وقد خُلقت هذه الطبيعة من قبضة من طين ونفخة من روح الله، وزودت بالدوافع والانفعالات والعواطف المختلفة.
وقد بيَّن ابن الجوزي أن قوى النفس البشرية هي: قوة ناطقة، وقوة شهوانية، وقوة غضبية، كذلك بيَّن خصائصها ومميزاتها وطريقة تهذيبها. وهذه النفس البشرية تضم الروح والعقل والبدن، ولكلٍ وظيفته ودوره في عبودية الإنسان لله تعالى.
وقد أكدت آراء ابن الجوزي التربوية ضرورة ملازمة -الوالدين- الإنسان في جميع مراحل عمره، بل قبل ولادته بطريق غير مباشر، من لحظة اختيار الزوجة الصالحة المدركة لدورها المهم في تربية الأبناء، إلى مراحل تكوين الجنين في بطن أمه، وما يترتب على ذلك من اهتمام وعناية به حتى ولادته.