الماسّة التي تدعو إليه.
إلى غير ذلك من مؤشرات ودلالات تبشر بأن التربية الإسلامية ستكون بإذن الله النظام المنقذ لكل مشكلات وأزمات التربية والتعليم في العالم الإِسلامي ومنه العالم العربي، بل وفي العالم كله.
فإذا وازنَّا ما لاحظناه من الدراسات التربوية بآراء ابن الجوزي التربوية، فإننا نجد أن هذه الدراسات التربوية الحالية تحاول تأصيل التربية إسلاميًّا، والعودة إلى المصادر الأساسية لها، بينما لا تحتاج آراء ابن الجوزي إلى تأصيل إسلامي، لأنها نابعة من الفكر التربوي الإِسلامي، وتعتبر جزءًا أصيلا وقيما من الفكر التربوي الإِسلامي الذي يُعتمد عليه عند عرض أو دراسة أي موضوع تربوي.
وعلى الرغم من أن الفكر التربوي لابن الجوزي يمثل قيمة علمية وتربوية، فإن ابن الجوزي لم يتناول موضوعات الدراسات التربوية المعاصرة، وذلك لأسباب عدة:
1 - إنه -كما سبق أن ذكرنا- غير متخصص في التربية، ولكن كتب ما كتب من الموضوعات التربوية بصفة عامة.
2 - إنه تناول الآراء التربوية من الوجهة الإسلامية دون تأثير عقائد أو مذاهب أو تيارات مخالفة للمنهج الإسلامي، أَو ظروف فرضتها طبيعة العصر، إلا ما ذكره في ما يتعلق بعَلامات الذكاء الجسمية ومثلها في الحمقى.
3 - إنه لا يمكن لبشر مهما أوتي من القوة والعلم أن يتناول جميع جوانب العلم، قال الله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} (?).
4 - الموضوعات التربوية التي تناولها أقل بكثير من الموضوعات التربوية الإسلامية التي تناولها، المربون المسلمون المعاصرون. وبعض الموضوعات المهمة لم يتطرق إليها ابن الجوزي مثل أهداف التربية الإِسلامية، والتربية الإبداعية والابتكارية.
5 - أن هناك آراء تربوية مرفوضة لابن الجوزي لأنه أخذها من المربين الآخرين، أو لأنها مبنية على أحاديث ضعيفة أو موضوعة.