المنطق وعلم الكلام. وهي أربعة طرق هي: القياس، والاستقراء، والتمثيل والحدس.

والاستقراء هو "ملاحظة الظواهر الجزئية والارتفاع منها إلى قانون عام" (?)، أو كما يقول الإمام الغزالي: "أن نتصفح جزئيات كثيرة داخلة تحت معنى كليّ، حتى إذا وجدت حكمًا في تلك الجزئيات حكمت على ذلك الكليّ به" (?). فهو انتقال من الحقائق المحسوسة الجزئية، إلى التفسير والتعليل" (?).

قال ابن الجوزي متبعًا منهج الاستقراء، وهو الوصول من الجزء إلى الكل: "وأول ما ينبغي النظر فيه: معرفة الله تعالى بالدليل، ومعلوم أن من رأى السماء مرفوعة، والأرض موضوعة، وشاهد الأبنية المحكمة، خصوصًا في جسد نفسه، علم أنه لابد للصنعة من صانع، وللمبني من بان" (?).

كذلك استخدم الاستقراء المحسوس (الذي عبر عنه البعض بالمنطق الفطري) فقال: "إن الله -عز وجل- وضع في النفوس أشياء لا تحتاج إلى دليل، فالنفوس تعلمها ضرورة وأكثر الخلق لا يحسنون التعبير عنها. فإنه وضع في النفس أن المصنوع لابد له من صانع، وأن المبني لابد له من بان، وأن الاثنين أكثر من الواحد، وأن الجسم الواحد لا يكون في مكانين في حالة واحدة" (?).

وقال ابن الجوزي أيضًا، متبعًا منهج الاستدلال العقلي: "من أكبر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015