• الفصل السادس التربية الإرادية
قبل أن نعرض آراء ابن الجوزي في التربية الإرادية، لابدّ من تحديد معنى الإرادة اللغوي، وتعريفها.
فلبيان المعنى اللغوي للإرادة نورد ما يأتي: "أراد الشيء: شاءه؛ قال ثعلب: الإرادةُ تكون عن محبّة وغير محبّة. وأرادَ الشيء: أحبهُ وعُني به. والاسم الرِّيدُ. والإرادةُ: المشيئةُ" (?). وقد وردت تعريفات عدة للإرادة، سأذكر بعضًا منها لتوضيح معناها، حتى يسهل ربطها بآراء ابن الجوزي التربوية في هذا الجانب.
عرف الإمام الجرجاني الإرادة بأنها: "ميلٌ يعقبُ اعتقادَ النفع، وأورد تعريفًا آخر فقال: "الإرادة: مطالبةَ القلب غذاءَ الروح من طيب النفسِ. وقيل: الإرادةُ حب النفسِ عن مراداتِها، والإقبالُ علىَ أوامر اللهِ تعالى والرضى" (?). وقد عرفه د. محمد بيصار بقوله: "الإرادةُ ليست نزوعًا ما نحو شيء من الأشياءِ دون تفكيرِ أو شعورِ، وإنما هي نزوعٌ معينٌ قائمٌ على وجهةِ نظرِ، كثيرًا ما تكون مدعمةً بالحجةِ، فهو أولًا مسبوقٌ بالتأملِ والنظرِ. ثم هو ثانيًا متجهٌ إلى غايةٍ من الغايات" (?).