"إن أرواحَ المؤمنين في حواصل طيرٍ خضرٍ تعلقُ في شجرِ الجنةِ" (?)، ولكن مع اختلاف في اللفظ بقوله: "وقد جاء في أحاديث الشهداء أنها في حواصل طير خضر تعلق من شجر الجنة" (?).

وقد أكد ابن قيم الجوزية مسألة موت الروح فقال: "والصواب أن يقال موت النفوس هو مفارقتها لأجسادها وخروجها منها، فإن أريد بموتها هذا القدر فهي ذائقة الموت، وإن أريد أنها تعدم وتضمحل وتصير عدمًا محضًا فهي لا تموت بهذا الاعتبار، بل هي باقية بعد خلقها في نعيمٍ أو في عذابٍ. . . . حتى يردها الله في جسدها" (?).

ثالثًا: أساليب التربية الروحية عند ابن الجوزي

بما أن الروح من أكبر الطاقات الحيوية والمهيمنة على جميع جوانب الشخصية الإنسانية، فإن ابن الجوزي قد حدّد بعض الأساليب التربوية لتعميق الروح الإيمانية بالله تعالى، والأسلوب الأول يتفرع منه طرق عدة هي:

أ - تبصير الناشئ بالآيات الكونية الدالة على وجود الله تعالى وقدرته العظيمة.

ب - تبصير الناشئ بالآيات العظيمة في الأنفس البشرية.

جـ- التفكر في ظاهرة الموت وما بعده.

ففيما يتعلق بفقرتي (أ) و (ب) فقد سبقت معالجتهما في التربية الاعتقادية، فلا داعي لذكرهما هنا منعا للتكرار وسأناقش فقط الفقرة (جـ) ويتم تحقيق هذه الطريقة بما يأتي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015