الصبا وما يقاربه من أوقات الزمان" (?) وقوله أيضًا: "ينبغي للعاقل أن يكون جل زمانه للإعادة خصوصًا الصبي والشاب، فإنه يستقر المحفوظ عندهما استقرارًا لا يزول" (?). وقد وافقه في ذلك د. فؤاد البهي السيد وهو من علماء النفس المعاصرين بقوله: "يخضع الذكاء في اطراد نموه لسرعة النمو العقلي المعرفي لاعتماده على نمو العمليات العقلية المختلفة، ويخضع أيضًا للسرعة الكلية للنمو، فهو لذلك ينمو سريعًا في الطفولة وخاصة في سني المهد. ثم تبطؤ سرعته عند المراهقة، وتستقر على مستوى ثابت معين في الرشد، ويظل كذلك إلى بدء الشيخوخة فينحدر عن مستواه الذي ظل ثابتًا طوال الرشد" (?).
3 - تنظيم أوقات الحفظ، لما له من أثر كبير في التحصيل، وقد حدد ابن الجوزي الأوقات المناسبة للحفظ وهي: في الساعات الأُولى والأخيرة من اليوم، وفي منتصف الليل، قال: وقد مدح الحفظ في السحَر (الساعات الأخيرة من الليل) لموضع جمع الهمّ، وفي البكر (بعد الفجر)، وعند نصف الليل" (?). والسبب في تخصيص هذه الأوقات للحفظ ولاسيما وقت الفجر، كما وضحه د. يالجن فقال: "تكون الدنيا هادئة خالية من ضوضاء الحياة وثرثرتها ويكون الذهن صافيًا متفتحًا، ومستريحًا يقبل المعلومات بسهولة، وترسخ فيه بسرعة" (?).
4 - مراعاة الأحوال النفسية التي يكون فيها المتعلم، حتى يسهل تحصيله، ولا يعاق حفظه، بسبب انشغال البال، وقلق النفس. قال ابن الجوزي: "ومتى رأى نفسه مشغول القلب ترك التحفظ" (?). كذلك يبتعد عن بعض الأمور التي تشغله عن التركيز في أثناء الحفظ، مثل الشبع، والأماكن الخضراء، وشواطئ الأنهار، فقال في ذلك ابن الجوزي: