التربية التي نحن أحوج ما نكون إليها في وقتنا الحاضر لأنها خير وسيلة لتسير الأمةُ على نهجها، ولإنقاذ أبنائها من ضياع الشخصية، ومن الانحرافات التي نشاهدها في الشباب، لهذا "إذا جاز لأُمة أن تتعثر في وضع أسس تربوية تنشئ عليها أبناءها، أو تضطرب في البحث عن أهداف تربوية تحمي أجيالها من الزلل، فإنه لا يغتفر لأمُتنا الإِسلامية أن تتجرع غصص الحيرة في هذا السبيل. لأن أمتن الأُسس التربوية، وأرفع أهداف التربية والتعليم موجودة بين أيدينا متمثلة بعقيدة هذه الأُمة، وقواعد هذا الدين وتوجيهاته وتعليماته التي أنعم الله بها علينا" (?).
ومن أولئك العلماء الأفذاذ الإمام جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي البغدادي المتوفى سنة 597 هـ؛ فهو قد تبخر في العلوم وكتب في معظم فنون عصره، ناظرًا الى العلم -كغيره من علماء المسلمين- كوحدة ثقافية معرفية مترابطة دون فصل أو تجزئة وذلك من خلال فهمه الإسلام الذي يقيم "التخصص في دائرة الشمول والتكامل فلا يجعله منفصلًا انفصالًا يذهب به إلى الاستعلاء أو التفرد حتى لا يفقد المسلمُ روحَ الوحدة ولا يفقد الفكرُ الإِسلامي طابعَ الترابط الجامع بين القيم والعناصر" (?).
ومن خلال مؤلفاته التي تبلغ 350 مؤلفًا (?) حسب بعض الدراسات وأكثر من 400 مؤلف حسب دراسات أُخرى (?)، وذلك ما بين مطبوع ومخطوط، تجد الباحثة أن آراءه ومبادئه التربوية متناثرة في ثنايا مؤلفاته المختلفة التي حَوَت الكثير من الآراء التربوية منها على سبيل المثال: