وقد رأى ابن الجوزي أن التربية لن تثمر ما لم يكن الطبع والاستعداد موجودين في الطفل، فقال: "والله ما ينفع تأديب الولد إذا لم يسبق اختيار الخالق لذلك الولد" (?).

كذلك بيَّن أن الخصائص الوراثية الجيدة، تساعد في عملية التربية وإكساب الطفل القيم والأخلاقيات بأقل جهدٍ وبسهولةٍ ويسر، فيقول في ذلك: "وأقل الرياضة فيه يؤثر، كما ينفع المسنُّ الفولاذ ولا ينفع الحديد" (?). أما إذا كانت الصفات الوراثية ضعيفةً، فإن التربية لا تستطيع أن توجد أو تغير من هذه الصفات، فإن مهمة التربية مساعدة كل فرد حسب نموه وخصائصه المختلفة التي يتصف بها على الوصول إلى أفضل مستوى يمكن أن يصله من خلال ما هو كائن. وفي ذلك يقول ابن الجوزي: "إن الرياضة [بمعنى التربية] لا تصلح إلا في نجيب، والكودن (?) لا تنفعه الرياضة، والسبع وإن ربِّي صغيرًا لا يترك الافتراس إذا كبر" (?) وقوله يدل على أن التربية -مهما حاولت- بكل أساليبها وطرقها، أن تجعل من السبع حيوانًا أليفًا، فإنها لا تستطيع أن تغير أصل طبيعته من كونه حيوانًا مفترسًا، لأنه بعد عملية التربية في صغره يعود إلى أصله في الافتراس إذا كبر. وهذا الرأي يحتاج إلى تفصيل لأن فكرته غير سليمة تربويًّا.

كذلك رغَّب ابن الجوزي في اختيار المرأة البكر، فقال: "فأصلح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015