لابدّ، وخوف ما لابدّ أن يأتي زيادة أذى" (?)، وإنما على الإنسان أن يعلم، أن نزول المرض يكفّر الذنوب، لأن رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم -: "دخلَ على أمِّ السائبِ أو على أم المسيَّب فقال: مالك؟ يا أم السائب أو المسيب تزفزفين؟ قالت: الحمى لا باركَ اللهُ فيها. فقال: لا تسبى الحمى. فإنها تذهبُ خطايا بني آدم كما يُذهبُ الكيرُ خبثَ الحديدِ" (?). وقوله - صلي الله عليه وسلم -: "ما من مسلم يصيبهُ أذى من مرضٍ فما سواه إلا حطَّ اللهُ به سيئاتهِ كما تحُطُّ الشجرَة ورقَها" (?). ولا يقتصر الأجر على المريض بل يتعداه إلى زائر المريض لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من عادَ مريضًا لم يزل في خرفةِ الجنةِ [وفي رواية حتى يرجع]. قيل: يا رسول الله وما خُرفةُ الجنةِ؟ قال: جناها" (?). وهكذا حرر المنهج التربوي الإسلامي الإنسان من كل المخاوف البشرية، لأنها مستمدة من قوى بشرية ضعيفة لا تملك لنفسها ضرًا ولا نفعًا، يطلقها لتواجه الحياة وهي قوية عزيزة، مؤمنة مطمئنة إلى قدر الله. ثم ليوجهها نحو الخوف الحقيقي من مالك كل شيء، وبيده الأمر كله، فعلى ذلك، ينبغي أن يكون الخوف من الله ومما يخوف به الله. قال الله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (?).

وقد اعتبر الإمام الغزالي الخوف من الله من الخوف المحمود، لأنه "سوط الله يسوق به عباده إلى المواظبة على العلم والعمل لينالوا بهما رتبة القرب من الله تعالى" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015