بل لو شهدت الناسَ إذ تُكموا (?) ... بغُمَّةٍ، لو لم تفرَّجُ غموا
أما معنى الهم فهو: "الحزنُ، وجمعُه همومٌ، وهمَّه الأمر هَّمًا ومهمةً وأهمَّه فاهتمَّ واهتمَّ به. وقال ابن السكيت: الهمَّ من الحزنِ، والهمُ مصدر، همَّ الشحم يهمه إذا أذابه. والهمُ: مصدر هممتُ بالشيءِ همًّا (?).
ولابن الجوزي رأي في الهم والغم فهو يقول: "الغم يكون للماضي، والهم للمستقبل، فمن اغتمَّ لما مضى من ذنوبه نفعه غمه على تفريطه، لأنه يثاب عليه، ومن اهتم بعمل خير نفعته همته، فأما إذا اغتم لمفقود من الدنيا فالمفقود لا يرجع، والغمَّ يؤذي، فكأنه أضاف إلى الأذى أذى" (?).
ومن قول ابن الجوزي، يتضح لنا أنه حتى الغم والهم لابد أن يكونا معتدلين في الإنسان، ويكونا لله، وليس لحظ من حظوظ الدنيا، حتى يؤجر على ذلك، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما يصيبُ المسلمَ من نصبٍ ولا وصب ولا هم، ولا حزن، ولا أذيٍ، ولا غمٍ، حتى الشوكةُ يشاكُها، إلا كَفَّرَ اللهُ بها من خطاياه" (?).
وقد عبر عن ذلك ابن قيم الجوزية بقوله: "والمكروه الوارد على القلب إن كان من أمر ماضٍ أحدث الحزن، وإن كان من مستقيل أحدث الهمَّ، وإن كان من أمر حاضر أحدث الغمَّ" (?).
علاج الغم والهم:
لقد حاول ابن الجوزي معالجة الغم والهم في ضوء التفكير الإسلامي بالمعالجات الآتية: