كثيرٌ، إن صدقتَك من مالِك صدقة. وإن نفقتَك على عيالِك صدقةٌ وإن ما تأكلُ امرأتك من مالِك صدقةٌ. وإنك أن تدع أهلَك بخيرِ (أو قال بعيش) خيرٌ من أن تدعُهم يتكفَّفُون الناسَ" (?).
وهذا ما أقرته الشريعة الإسلامية عندما أباحت "للفرد أن يأخذ من مال الله ما يكفي حاجته" وحاجة أهله الذين تلزمه نفقتهم كالزوجة والأولاد والأبوين، وله أن يأخذ بعض مال الله لينفقه في حفظ بقية المال، وفي استغلاله واستثماره، وله أن يفعل ذلك كله في حدود الاعتدال دون سرف أو تقتير" (?). وأن لا يصرف كل همه وجلَّ وقته في جمع المال، لأن صرف الاهتمام في جمع المال يشغل الإنسان عن طاعة الله سبحانه وتعالى وعمارة الأرض لغاية عليا، فيخسر المَرء الدين والنفس والوقت في معصية الله لذا قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (?).
توجيه الدوافع في نظر ابن الجوزي:
حذر ابن الجوزي من مغبة جمع المال في معصية الله، وأكد بعض التوجيهات في هذا المجال فقال في ذلك: "ينبغي للعاقل بعد حصول المقدار المتوسط من ذلك أن لا يضيع الزمان الشريف، وألا يخاطر بالروح في الأسفار وركوب البحار" (?). كما اعتبر جمع المال من الأمراض التي تصيب النفس البشرية، التي ينبغي معالجتها ببيان المعنى الحقيقي للمال ووظيفته في حياة الإنسان فقال: "ينبغي أن يُداوى بتلمح المقصود من المال" (?)، ولم يوضح ذلك من خلال الآيات القرآنية الكريمة التي وردت