الشهوات من غير داعية الشرع" (?).
وعرَّفه ابن قيم الجوزية بقوله: "ميل النفس إلى الشيء. وفعله: هَوِيَ يَهْوَى هوىً، مثل عَمِي يَعمَى عَمّى. وأما هَوَى يَهوِيَ بالفتح فهو السقوط، ومصدره الهُوِيُّ بالضم. ويقال الهوىَ أيضًا على نفس المحبوب، واستشهد بقول الشاعر:
إن التي زعمت فؤادك ملّها ... خُلِقَتْ هواك كما خُلِقْت هوىً لها
ويقال: هذا هوى فلانٍ وفلانة هواه، أي مهويته ومحبوبته، وأكثر ما يستعمل في الحب المذموم ثم استشهد بقول الله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} (?) ثم يضيف. . . . قائلًا إنما سمي هوىّ لأنه يهوي بصاحبه. وقد يستعمل في الحب الممدوح استعمالًا مقيدًا" (?). ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به" (?).
وقد قصر البعض كلمة الهوى على الحب، وآخرون ومنهم ابن الجوزي أطلقوه على عموم ذم الهوى والشهوات، وفي ذلك يقول ابن الجوزي: "ولما كان الغالب من موافق الهوى أنه لا يقف منه على حد المنتفع، أطلق ذم الهوى والشهوات، لعموم غلبة الضرر، لأنه يبعد أن يفهم المقصود من وضع الهوى في النفس، وإذا فهم تعذر وجود العمل به وندر" (?).
وعلى ذلك فقد وضح ابن الجوزي حقيقة الهوى بقوله: "مطلق الهوى يدعو إلى اللذة الحاضرة من غير فكر في عاقبة، ويحث على نيل