أكثر من ثمانية قرون؟ إلا أنه لو عثر على مثل هذا الكتاب بين المؤلفات الأوروبية القديمة لجعل له الباحثون مكانا ظاهرًا في تاريخ علم النفس، ولاعتبروه من المراجع (?) التي لابد من دراستها لكل متخصص في هذا الفرع" (?).
كذلك للدكتورة آمنة محمد نُصَير رأي في ابن الجوزي عبرت عنه قائلة: وحيثما تأملنا كلام ابن الجوزي في تربية الصغار وهو الموضوع الذي أولاه عناية ملحوظة نراه بلغة عصره أخصائيًا نفسيًا ومربيًا عظيمًا وناصحًا أمينًا" (?).
هذا ولصاحب كتاب الانطلاقة التعليمية في المملكة العربية السعودية، رأي في ابن الجوزي من الناحية التربوية، عبر عنه قائلًا: "وابن الجوزي صاحب رسالة لفتة الكبد إلى نصيحة الولد وهي من الدرر الغوالي شبيهة برسالة أيها الولد كتبها لقرة عينه ووحيده الباقي له من خمسة ذكور، فهي فى أسلوبها وقوة إشراقها. . . تعتبر رسالة جيدة من كنوز تراثنا التربوي" (?).
ومن هنا يتضح لنا أن ابن الجوزي، بدأ فعلًا يحتل مكانًا علميًا وتربويًا بارزًا بين علماء المسلمين، بسبب اهتمام الباحثين بآرائه التربوية ومحاولة استخراجها وتصنيفها وتحليلها وبلورتها في وحدة تربوية متكاملة.
وهذه الدراسة -بإذن الله تعالى- ستكون ضمن المحاولات التي ستبرز منزلة ابن الجوزي التربوية، وقد سبقتها دراسة الباحثة حليمة أبو رزق عن التربية العقلية عند ابن الجوزي وقد عُرضت الدراسات السابقة، وقد أثبتت ريادته في مجال التربية العقلية وَسَبقه علماء الغرب.