الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المربين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. وبعد:
أنجبت الأُمةُ الإسلامية -خلال تاريخها الطويل- الكثيرَ من العلماء الأفذاذ الذين كان لهم دور كبير في استخلاص العديد من الأسس والمبادئ التي تقوم عليها التربية الإسلامية من خلال دراستهم تعاليم القرآن الكريم وسُنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومن خلال تطبيقهم مناهج الفكر الإسلامي في التربية.
ومن هؤلاء العلماء الإمام جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي البغدادي المتوفى سنة 597 هـ (سبع وتسعين وخمس مائة من الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم)، والذي صنف أكثر من أربعمئة مؤلف ما بين مطبوع ومخطوط.
وقد دفعني إلى إيثار الكتابة حول آراء هذه الشخصية التربوية جملة من الأمور:
أولا: أن تلك الآراء في معظمها نابعة من الوحيين العظيمين كتاب الله الكريم، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - الشريفة.
ولا تخفى حاجة عصرنا الراهن إلى مثل هذا النوع من الآراء التربوية لمواجهة تيار التغريب وطمس الشخصية الإسلامية.
ثانيًا: أن هذه الآراء التربوية متناثرة في ثنايا مؤلفات هذه الشخصية، مما يجعل الاستفادة منها -والحال هذه- ضئيلة.
ثالثًا: خلو الساحة من الكتابة والتأليف حول هذه الأفكار التربوية