وأما التحبير:

فلما مر النبي صلّى الله عليه وسلم على أبي موسى الأشعري وهو يتلو القران من الليل وكان ذا صوت حسن، فوقف واستمع لقراءته وقال: «لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير ال داود قال: يا رسول الله لو علمت أنك تستمع لحبرته لك تحبيرا» (?) وقال أبو عثمان النهدي: ما سمعت صوت صنج ولا بربط* ولا مزمار مثل صوت أبي موسى رضي الله عنه، ومع هذا قال صلّى الله عليه وسلم: «لقد أوتي مزمارا من مزامير ال داود» (?) .

والتحبير هنا هو شدة التحسين، وقوة الجمال، مع المبالغة في ذلك والمراد بذلك هنا في الصوت حتى يسر به المرء (?) ، فأبو موسى يريد بالتحبير شدة تحسين الصّوت وتحزينه (?) .

وهذا القدر من شدة الحسين ليس بواجب لكنه قد يزيد النشاط في التلاوة، إذ لم ينكر النبي صلّى الله عليه وسلم عدم وجوده، وتدخل فيه الخلقة البشرية، والمنحة الإلهية وفق القواعد المتلقاة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015