وقراءة العامة لابد أن تكون العرضة الأخيرة قد اشتملت عليها لأنها العامة! ... وهذا الذي قاله عبيدة السلماني: «القراءة التي عرضت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في العام الذي قبض فيه هي القراءة التي يقرأها الناس اليوم» (?) .
وبعد سرد ما تقدم: يمكن أن يقرّر أن العرضة الأخيرة ليست حكرا على زيد ولا على ابن مسعود لأنها العامة أيضا، وإن لم يحضرها كل الصحابة فإنه لا ريب في حضور جمع كبير من أئمة الإقراء لها، لأنها العامة أيضا ...
قرر ابن عباس أن الذي شهد العرضة الأخيرة هو ابن مسعود رضي الله عنه وهو ما صرح به ابن مسعود من قوله مع أن ابن عباس إنما تتلمذ على زيد وأبي في القراءة (?) ، وكان ابن عباس يجل زيدا ويعظمه، فليس يتجنى عندما يشهد لابن مسعود، والذي يثبت أن زيدا هو الذي شهد العرضة الأخيرة هم التابعون كأبي ظبيان ومجاهد وزرّ وجماعات ... ويردهم ابن عباس لكن بلفظ يثبت شهود العرضة الأخيرة لابن مسعود دون أن ينفي شهود زيد بن ثابت لها ... وقد يقال ها هنا: إن ابن عباس أراد نفي ما زعموه بشأن تغيب ابن مسعود عن العرضة الأخيرة لا إثبات تغيب زيد، وقد يسوغ عند هذا أن نقول بأن زيدا حضر هذه العرضة أيضا وهو ما ذهب إليه أكثر أهل العلم (?) ، ويعضده أن زيدا هو كاتب