المسجد فإنَّه ينشغل بما يقربه إلى الله ونيل ثوابه وجنَّته فناسبَ ذكرُ الرحمة، وإذا خرج من المسجد انتشر في الأرض ابتغاء فضل الله لرزقه الطيب والحلال فناسب ذكرُ الفضل1، والله أعلم.
وقد دلَّت النصوصُ المتقدِّمة على أهميَّة التعوُّذ بالله من الشيطان الرجيم والالتجاء إلى الله عزَّ وجلَّ منه سواء عند دخول المسجد أو عند الخروج منه، وفي الدخول يقول ـ كما في حديث عبد الله بن عَمرو المتقدّم ـ: "أَعُوذ باللهِ العَظِيمِ وَبوَجْهِهِ الكِرِيمِ، وَسُلْطَانِهِ القَدِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ"، وأنَّ العبدَ إذا قال ذلك قال الشيطان: حُفظ منِّي سائر اليوم، أي جميعه.
وفي الخروج يقول ـ كما في حديث أبي هريرة المتقدِّم ـ: "اللَّهمَّ اعصمني من الشيطان".